تاريخ العلوم
Volume 4, Numéro 7, Pages 103-113
2017-03-01
الكاتب : رابحي بن علية . لخضر منصوري .
يتذكر الكثير من كبار السن أيام الطفولة في مجتمعنا حيث كانت تلك الجلسات الحميمية بين الأولاد والجدة أو الجد، تلك الحكايات الجميلة المتسلسلة التي يحرص الأطفال على متابعتها والاستمتاع بسماعها في كل ليلة، لم يكن هناك مسرح وممثلون، كانت فقط الجدة تجلس ويتحلق حولها الأطفال لتنطلق في سرد الحكاية، كانت قاعة العرض إحدى زوايا البيت أما المؤلف والممثلون والمخرج فكانوا شخصا واحدا هو الجدة، والأطفال هم الجمهور المتفرج، الأهم في كل هذا كانت المغامرات البطولية والأحداث المشوقة التي تنتهي دائما بحكمة أو عبرة، وخلال أيام الأسواق الأسبوعية كان الأطفال يرافقون أوليائهم ليس من أجل التسوق ولكن لمشاهدة "المداح"، رجل يرتدي الملابس التقليدية الأنيقة ويحمل دفا حيث يرافقه عازف على آلة "القصبة"، وبعدما يقوم باستدعاء الجمهور بواسطة وصلات غنائية افتتاحية ينطلق مباشرة في تقديم شخصيات القصة ثم يقوم بسرد الأحداث بطريقة تمثيلية، فمرة يكون هو الفارس البطل ومرة يكون هو الملك الظالم ومرة يكون هو الفتاة اليتيمة، في تلك الأجواء وبقليل من المسرح تربى أولئك الأطفال ليصبحوا رجالا عظماء، ثم جاءت الدراما السينمائية التي تلتها الدراما التلفزيونية، لتأخذ اهتمام الناس وتحوله عن تلك الأشكال الشعبية الجميلة رغم بساطتها إلى عوالم أخرى جديدة وساحرة، فاستولت شخصيات الكرتون على مكاسب الشخصيات الساردة الحية واحتلت مساحات تأثيرها في النفوس، وأخذت المسلسلات التلفزيونية مكان "الروايات المسرحية" حيث تفوق المشهد المسجل على المشهد الحي.
مسرح الطفل في الجزائر
دين نبيلة
.
مصطفاوي جلال
.
ص 08-22.
نهاد بوزغاية
.
بركو مزوز
.
ص 104-122.
نجاري سهام
.
ص 926-940.