قرطاس الدراسات الحضارية و الفكرية
Volume 8, Numéro 1, Pages 178-193
2020-01-24

دراسة في إضراب الثمانية أيام 1957 وانعكاساته على تطور الثورة الجزائرية

الكاتب : جيلالي تكران .

الملخص

الملخص باللغة العربية : نتناول في مقالنا هذا , التصعيد الثوري لجيش التحرير الوطني بعد قرارات مؤتمر الصومام 20-08-1956 الخاصة بخطة بعث العمل الثوري الذي شابه الفتور والجمود , وعليه دعت لجنة التنسيق والتنفيذ إلى الرفع من درجة العنف الثوري داخل المدن الحضرية , اقتداء بتجربة هجومات الشمال القسنطيني 20-08-1955 الذي استطاعت تحقيق التوازن ميدانيا بين عنف الجيش الفرنسي تجاه الجزائريين العزل وجيش التحرير الوطني بنقل الرعب إلى وسط المستوطنين . ومن جانب آخر , استهدفت جبهة التحرير بقرارها الخطير وغير المسبوق ( العصيان المدني) 1957 , إشراك جميع طبقات المجتمع الجزائري في المدن في الإضراب الثوري , بأشكال مختلفة وتحت وصاية وتأطير التنظيمات الجماهيرية التي كانت الرافد المحوري في دعم شبكة الأفواج الفدائية وتقديم الدعم اللوجستي . كما راهنت في جانب على تحقيق بعض الأهداف السياسية ذات البعد الدولي من خلال لفت انتباه العالم الى القضية الجزائرية باعتبارها قضية شعب يكافح من اجل تقرير المصير والانعتاق من الاستعمار وليس أزمة فرنسية داخلية حسب الدعاية الفرنسية . ولم توفر قيادة الثورة جهدا لإنضاج الشروط الضرورية لإنجاح الهبة الشعبية في الميدان , الأمر الذي سهل مهمة الجنرال ماسو وفرقة المضليين في الانتقام من الجزائريين عمالا وتجارا وموظفين ومدنيين بأساليب قمعية لا مثيل لها , أرعبت العالم ببشاعتها وخلفت امتعاضا واسعا داخل الفرنسيين أنفسهم وحلفائهم في العالم , وأهدرت في المقام ذاته انجازات عمل المجاهدون على اكتسابها وتحقيقها طيلة 22شهرا وفتحت انتقادا شديدا داخل القيادة الثورية وحتى السكان لما سببه من خسائر تفوق المكاسب المحققة , وانعكس هذا الإخفاق على مستقبل نشاط العمل الثوري في هياكله داخليا وخارجيا . ما هدف القيادة الثورية من الزج بالأجراء والحرفيين والسكان جملة واحدة في العنف الثوري والتعجيل في التنفيذ ؟ فهل تستخلص القيادة الثورية دروسا من التجربة المرة التي تجرعتها 1957 وتعيد استحضار شروط نجاح الإضرابات مستقبلا ؟ أم أنها أدركت أهمية المجتمع المدني في إعلاء شأن القضية الجزائرية في المحافل الدولية وضرورة التمسك بها ولكن مع وجوب إدخال تغييرات جذرية في طبيعة الإضرابات بإبعاد صيغة العصيان المدني لتجنب خسائر اكبر وإهدار مكاسب أكثر؟

الكلمات المفتاحية

الكلمات المفتاحية : إضراب , جبهة التحرير , الثورة , التعذيب , القمع , عبان رمضان , لجنة التنسيق والتنفيذ , الجزائريون .