رفوف
Volume 7, Numéro 4, Pages 162-187
2019-12-23
الكاتب : قيداري قويدر .
يجتاز الصوفي في طريقه إلى الله مرحلة أولية غايتها إماتة شهوات النفس وقطع علائقها بالدنيا وتطهيرها من كل ميل إلى غير الله، هذه التجربة تقوم وتنهض على فكرة محورية في التصوف هي: (التخلية والتحلية)، فالتخلية التطهير من الرذائل والتحلية الاتصاف بالفضائل، ويعد الشاعر المتصوف سيدي قدور بن عاشورواحدا ممن أنهكتهم الرياضات الروحية والمجاهدات الصوفية، حيث ينتهي به السلوك إلى ذروة التجربة الصوفية، إلى مقامي الفناء فالبقاء. نستطيع أن نميّز من منطلق مقامي"الفناء والبقاء" بين نصين صوفيين متمايزين في شعر سيدي قدور بن عاشورالندرومي الزرهوني: نصوص مقام "البقاء"التي تتخذ معنى أخلاقيا (تصوف سلوكي)، وهي نصوص تعنى بالجانب التربوي والإرشادي، من حيث تهذيب الروح وتزكية النفس، وتندرج تحت هذا القسم قصائد سيدي قدور الزرهوني التي تتماهى مع التربية الصوفية، وتتمظهر من خلال موضوعات الزهد والحب الإلهي والذكر الصوفي والدعاء والاستغاثات والمدائح النبوية والإشادة بشيوخ التصوف ومدح أقطابه.. أما نصوص مقام الفناء فتتخذ معنى فلسفيا عرفانيا، وفي هذا المقام تتشكل عند سيدي قدور بن عاشور النصوص الشعرية الغارقة في العرفانية والرمزية، مثل الرمز الخمري والرمز الأنثوي والإنسان الكامل (تصاعد الأنا الصوفية).. انطلاقا من هذا الفهم، وتبعا لما تقتضيه التجربة الصوفية من نصوص، رأينا أنه من الممكن فرز النصوص الشعرية الشعبية ذات النزعة الصوفية لسيد قدور بن عاشور في هذه الورقة البحثية وتناولها قراءة وتحليلا تحت المفهومين السابقين.
شعر ; سيدي قدور بن عاشور ; الفناء ; البقاء ; تحليل
Miloua Farid
.
فداق بلقاسم
.
Aouimeur Djilali
.
Ouari Abbès
.
ص 49-72.