الحوار الثقافي
Volume 4, Numéro 2, Pages 213-222
2015-09-15

التحضر والمشكلات الاجتماعية

الكاتب : توفيق مالك شليح .

الملخص

لا شك أن التحضر أيّا كان نمطه يرتبط بالبناء الكلي للمجتمع، ففوق كونه أسلوبا للمعيشة يرتبط بكل جوانب الحياة في المجتمع، هو أيضا عملية مؤثرة في النظم الاجتماعية المكونة للتركيب الاجتماعي. كما أنه وثيق الصلة بنسق القيم السائدة، فهو أسلوب حياة يتبلور في ضوء أفكار الناس وتقاليدهم وعاداتهم، ويؤثر بالتالي في تحديد أنماط سلوكهم وفق ما يعتقدون من قيم وما يلتزمون بأعراف. ومن الطبيعي أن تكون الأسرة هي أكثر النظم الاجتماعية تأثرا بالنمط الصناعي للمدينة، ولعل أول هذه التأثيرات وأهمها يتمثل في تحول وتغير الشكل الذي اتخذته الأسرة من نمط ممتد سائد في المجتمعات الريفية إلى آخر زواجي أو نووي، وهو نمط مناسب وملائم لمتطلبات النشاط الصناعي، بل أنه انعكاس صادق له. وقد ترتب عن ذلك أن اختلفت أساليب التنشئة الاجتماعية بالأسرة، فأصبحت المشاركة وتبادل الرأي والاستقلالية والديمقراطية وتنمية القدرات هي الظواهر الشائعة بين أفراد الأسرة الواحدة وتقلص دور الأب والأم وصار قاصرا على عملية التوجيه والإرشاد مقابل العنف والقهر والإرغام في الأسرة التقليدية.

الكلمات المفتاحية

التحضر، المشكلات الاجتماعية، المجتمع