المداد
Volume 1, Numéro 1, Pages 139-134
2013-06-15

واقع اللغة العربية في إعلام الجزائر قراءة نقدية لبعض الأخطاء اللغوية في الصحافة المكتوبة

الكاتب : احمد كاس .

الملخص

يشكّل التفكير في حاضر اللغة العربية وفي مستقبلها، أحد أهم الانشغالات التي تستقطب علماء اللغة و المفكرين و الأدباء ، وتنال هذه القضية قسطاً وافراً من اهتمامات مجامع اللغة العربية و الجامعات ،و لها صلة وثيقة بسيادة الأمة العربية الإسلامية على ثقافتها وفكرها . إنَّ اللغة كائن حيّ، يعتريه ما يعتري أيّ كائن من عوارض، ويخضع لتقلبات الزمن نتيجةً للتطورات التي تقع، وللمتغيّرات التي تحدث، وللمستجدات التي تطرأ. وحياة اللغة من حياة أبنائها، وهي تقوى أو تضعف، حين يقوون أو يضعفون. ويعد التطور أصل أصيل في اللغة العربية ، له مستوياته؛ فالمستوى الأول، تطوير اللغة من الداخل، ونقصد به مسايرة نموّ المجتمع ومواكبة تطوره من خلال الاشتقاق والنحت والتعريب، وهذا الضرب من التطوّر بطيء بطبيعته قد لا يشعر به أهل اللغة في جيل أو عدة أجيال، لأنهم يعيشونه ويندمجون فيه، وإنما تشعر به وتلمسه الأجيال اللاحقة. أما المستوى الثاني، فهو تطوير اللغة من الخارج(1)، و هو ما نستشفه في عصرنا الحالي فإن الانتشار الواسع لظاهرة اللحن ، وما استصحب ذلك كلّه من هبوط في المستوى الدراسي بصورة عامة، فترتَّب على هذا الوضع ، أن دخلت اللغة العربية عصر الإعلام الواسع الانتشار وهي تعاني من ضعف المناعة، مما أدَّى إلى هجوم مكتسح وغزو جارف لما يطلق عليه (لغة الإعلام)، على اللغة الفصحى، فوقع تداخل بين اللغتين الفصيحة والعامية، تولَّدت عنه لغة ثالثة في عمومها هزيلة مضطربة هجينة ، صارت لغة الإعلام المعتمدة، هي منزلة بين المنزلتين،اتسمت بسهولة الألفاظ وبساطة التعبير ،والإكثار من أدوات الربط،علاوة على تساهلها في قواعد اللغة العربية فانتشرت بما هي عليه من ضعف وفساد ،وبسرعة انتشارها اكتسبت هذه اللغة الجديدة (مشروعية الاعتماد) ، "وبهذا فتحت الباب على مصراعيه للأخطاء اللغوية التي شاعت في وسائل الإعلام المقروءة و المسموعة و المرئية ،تحت شعار " خطأ مشهور خير من صواب مغمور مهجور" ، فكانت معول هدم للفصحى تجيد التخريب وذلك بما تفرضه من تطور قسري وقهري ونقصد به التأثيرات الضاغطة التي تفرض التصرّف في اللغة قلباً وتحويراً، وحذفاً وإضافة، وإفساداً وتشويهاً، وخروجاً على القواعد المتبعة والأصول المعتمدة. و في الإعلام الجزائري لم تعد اللغة العربية حرة ليست لها ضرة كما قال البشير ذات يوم ، فهي اليوم مريض يتطلع للشفاء وبائس يتشوق للنعيم ومظلوم يستشرف العدل

الكلمات المفتاحية

اللغة - التفكير -الثقافة- الصحافة- الاعلام