عصور
Volume 6, Numéro 1, Pages 251-266
2007-06-30
الكاتب : بلقاسم رحماني .
لقد ذكر القرآن الكريم أمما وشعوبا بائدة وذلك ليس من باب التأريخ لها، وإنما من أجل الدفع بالسير في الأرض ومشاهدة ودراسة آثار الأولين، وذلك من باب الاعتبار والتنبيه على الإتعاظ، ومن هنا وجب الربط بين المعلومات التاريخية المستبقات من مختلف المصادر الأثرية من جهة وما جاء به القرآن الكريم، وذلك مصداقا لقوله تعالى:" أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة، وآثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"1. وقال تعالى أيضا:" أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كانت عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وأثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون"2 . وحسب المفسرين فإن معنى ذلك ألم يسيروا هؤلاء المشركون في أطراف الأرض ليعرفوا عاقبة المشركين وأثار الأمم السالفة التي كانت قبلهم ماذا حل بهم من العذاب والدمار بسبب كفرهم وتكذيبهم، فقد كانوا أكثر عددا من أهل مكة وأشد منهم قوة ولا تزال آثارهم باقية من بعدهم شاهدة على قوتهم فلم ينفعهم ما كانوا يكسبون من الأموال وما يشيدون من الأبنية والقصور شيئا، ولم يدفع عنهم العذاب. ولقد أفاض الكثير من المفسرين حول مقاصد السير في الأرض والتعرف على ماضي الأقوام، وموقفهم من الأنبياء الذين أرسلوا إليهم، وذلك لتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم وتبشيره بأن النصر سيكون حليفه-بإذن الله-قال تعالى: " وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاء في هذا الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين
بلقيس ؛ سبأ ؛ شوشنق ؛
نجية رحماني
.
ص 399-423.
بومداح مرزاق
.
ص 151-174.