اللّغة العربية
Volume 7, Numéro 1, Pages 259-296
2005-07-01

دراسة وصفية تحليلية لمؤلفات الباحث محمد العربي ولد خليفة

الكاتب : صالح بلعيد .

الملخص

المقدمة: لقد استقيت خطاب ومقولات هذه الدراسة من محورين أساسيين، هما : مؤلّفات الباحث المنشورة، وعددها عشر بالإضافة إلى أطروحة دكتوراه لم تنشر، ومؤلفات تحت الطبع، ومن السيرة الذاتية، والمقصود من ذلك؛ تتبّع المؤلّفات وصفاً وتحليلاً واعتماد السيرة العلمية، لتتزاوج هذه الأمور؛ بغية الخروج بدراسة تحليلية أصيلة، ولتكتمل على الوجه المطلوب. ورأيت -قبل الولوج في الموضوع- التعرّض إلى بعض الجوانب الاجتماعية التي لمستها خلال علاقة العمل التي جرت بيني وبين المؤلّف بحكم رئاسته المجلس الأعلى للغة العربية الذي كنت عضواً فيه. إنّ احتكاكي البسيط بالسيد الأستاذ الدكتور محمد العربي ولد خليفة، أو السيد الرئيس كما تعوّدنا تسميته، كانت من باب تأدية الواجب لا غير، فلقد لمست حرصَه ومتابعتَه الصارمة والدقيقة لكلّ الملفات، والجلسات، والمطبوعات، والمنشورات، وتنصيب اللجان ومتابعة أعمالها وتحرّي نتائجها وكأنّي به مسؤول عسكري يصدر الأوامر ويتابع تنفيذها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تراه متواضعاً متسامحاً إلى أقصى الحدود، فتغلّبت خصلتا التسامح والتواضع عليه. ولا نقف عند هذا الأمر بل أراه سالماً مسالماً يدافع عن فكرته ولا يحاول فرضها، يستمع للرأي المضاد ويحترمه، يقبل المشورة ويوسّعها، وهمّه التوافق والاعتدال في الرأي ومحاولة الجمع لا التفريق. فكان الأبَ والأخَ المثاليَ لكلّ أعضاء المجلس؛ يجمعهم في لقاءات علمية وودّية، وفي أُلفة ودُعابة متواضعة، واحترام من نوع عالٍ. ولا أبالغ إذا قلت: إنّه سخي مقدام، يحترم العاملين ويبارك مبادراتهم، تأخذه العزّة والأنفة وهو يتكلّم عن الوطن والدين واللغة العربية، فتراه بأسلوب علمي مستشهدًا مقنعًا ومحاجًا بارعًا، فأنت أمام الإخلاص والسجيّة والفطرة وفي ذات الوقت تجدك أمام من ينطبق عليه قوله تعالى ﴿... فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب : الآية 23) باعتباره مجاهداً مثقّفاً مخلصاً لهذا الوطن، قدّم جسده قرباناً في سنوات الجمر، ويرفع الريشة في سنوات الكرامة يدافع عن هذا الوطن وخاصة في المحنة الكبرى أين غَزُر إنتاجه. ففي كلّ المواقع التي وجد بها، يسيل قلمه مدافعاً مثل الأمس بفكر عالم نزيه، وبأسلوب المثقّف المسؤول، فلا يتسامح في قطوف السابقين، وإنّها إرث نعضّ عليها بالنواجذ، ويطرح للساحة الثقافية كمّاً من المنتوج الفكري يشرح الوضع ويقدّم الحلول، وهذا ما أهّله لينال وسام المقاوم من الدرجة الأولى، وتكرّمه وزارة المجاهدين بشهادة تقدير عن مجمل أعماله الفكرية ونشاطاته في مختلف المواقع والمسؤوليات، وهذا في مارس 2003م.

الكلمات المفتاحية

محمد العربي ولد خليفة؛ مؤلفات؛ دراسة وصفية ؛ دراسة تحليلية؛