مجلة أنسنة للبحوث و الدراسات
Volume 1, Numéro 2, Pages 97-105
2011-06-20
الكاتب : يوسف بن هورة .
إنَّ العربية عصب كل معرفة وأداة تعارف الملايين من البشر، وهي منطلق تأسيس كل فعل إبداعي، فهي الغيث الذي يحيي الأرض بعد موتها، ويوجد العشب بعد العدم، وانطلاقا من هذا حاولت أن أساهم في وضع لبنة تضاف إلى غيرها من اللَّبنات، التي ساهم بها كل الغيورين على الحرف العربي، وديدن كل واحد منهم اكتشاف أسرار لغة الضاد، التي لم يحط بها إلا نبي، والتي حظيت بأعلى المراتب لارتباطها بكتاب الله، « التي قيل فيها )1(» وكل مرتبط بالله معجز باقٍ لا يضره من كاده ولا يخفى على أحد ما لعلم النحو من فائدة جمّة وأهمية قصوى في إدراك معنى الجملة العربية فإننا لا نفهم قوله تعالى { إنما يخشى الله من عباده العلماء }) 2( إلاَّ بالنحو ) نعرف أن العلماء يخشون الله، وقول الله تعالى { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ... }) 3 ندرك بالنحو أيضا أن المبتلِي هو الله والمبتلَى هو إبراهيم عليه السلام، ومن هنا آل علماء النحو على أنفسهم منذ أبي الأسود الدؤلي )ت 69 ه( والخليل بن أحمد الفراهيدي)ت 170 ه( ثم تلميذه سيبويه )ت 180 ه( فالأخفش )ت 215 ه( إلى وقتنا التنظير والتقعيد للظواهر النحوية والكلام العربي بشكل عام .
النحو العربي - الأجرومية
نورالدين امبارك
.
ص 855-878.