مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 9, Numéro 2, Pages 212-227
2013-06-15

مصطلح الاغتراب في الفكر الغربي و الفكر العربي

الكاتب : أمينـــــة بوعلامــــات .

الملخص

ليس الاغتراب مرضا أو حالة طارئة ،إنما هو سمة جوهرية تلازم الوجود الإنساني ،فهو ظاهرة عامة يمكن ملاحظتها في مختلف النظم و الثقافات و المجتمعات ،وإن كان الاغتراب يعتبر من المفاهيم الفكرية المعاصرة ،فإن جذوره ضاربة في القدم إذ "نجده بشكل أو بآخر في الكتابات الفلسفية و اللاهوتية القديمة ،و كذلك عند فلاسفة الإغريق القدامى ،و أيضا يطالعنا هذا المعنى في سفر التكوين في الدراما الإنسانية المتعلقة بخلق و سقوط الإنسان و انفصاله عن جنة عدن ،و يتمتع هذا المفهوم بحيوية عالية في الفكر الديني المسيحي ثم استمر هذا المفهوم كموضوع يجذب إليه كثيرا من المفكرين في الحضارة الغربية ،وبعد أن كانت التفسيرات القديمة لهذا المفهوم تنطلق من الأسس الغيبية و الروحية صارت مع مرور الزمن تعتمد على عناصر الواقع الاجتماعي في معالجة و تحليل هذا المفهوم" و الفكر العربي بدوره اهتم بظاهرة الاغتراب وهو مايبرز من تنوع كتابات الفلاسفة و المفكرين، وقد أشار العرب إلى مفهوم الاغتراب في معاجمهم و فهموه على أنه الارتحال عن الوطن و البعد و الهجر، ومع مرور الوقت و تطور واقع الإنسان العربي و الظروف المحيطة به وتطور تفكيره و نظرته للحياة وهي جميع عوامل خلقت مناخا ملائما لانتعاش مفهوم الاغتراب و تخطيه للبعد المادي أي (الغربة المكانية) في الثقافة العربية ،فالإنسان قد يكون مستقرا في وطنه لكنه يقع فريسة لمشاعر الاغتراب ، و الاغتراب بهذا المعنى عبر عنه فلاسفة و شعراء عرب متصوفة كثر ،لكن الاهتمام بظاهرة الاغتراب بدأ مبكرا في البيئة الغربية ،إذ إن الفكر الغربي كان سباقا في التأسيس العلمي للمصطلح وعليه سنحاول تتبع تطور الدلالات التي تقمصها المصطلح عند بعض المفكرين الغربيين و العرب من خلال وقفات عند أرائهم و إسهاماتهم و كتاباتهم .

الكلمات المفتاحية

مصطلح، الاغتراب، الفكر الغربي، الفكر العربي