الناصرية
Volume 5, Numéro 1, Pages 77-102
2014-06-01
الكاتب : أسماء خديم .
لم تكن الحدود التي وضعها كانط (1724-1804) للعقل مطلقة وقطعية، بمعنى أنها ليست من أجل وضع النهايات، بل تحديد لمهام جديدة وتقسيم لحقول معرفية ليست أقل أهمية من المجال النظري. كما أن الاعتراف بحدود القدرة المعرفية بات مطلبا ملحّاً تفرضه آليات العمل، في سبيل إعادة النظر في ما سبق تحقيقه من جهة، وتحديد للغايات التي نرسمها أمامنا من جهة أخرى. وفي حقيقة الأمر رسم النقد الكانطي لنفسه هذه المعالم منذ الوهلة الأولى؛ فهو يضع حدود ملكة التفكير كما يوجه الانتباه إلى مواطن أخرى يمكن استنطاقها وإخضاعها للقول الفلسفي. وإذا كان مشروع الفيلسوف بدأ بالمعرفة النظرية ثم انتقل إلى العملية مُمَثلة في الأخلاق، وبعدها أعاد طرح السؤال في المجال القيمي والجمالي تحديدا، فإننا سنعيد في مقاربتنا هذه ترتيب البناء طبعا وحسب تصور صاحبه، الذي اعترف لاحقا بأن ملكة الشعور باللذة والألم حلقة تقع بين فلسفة الطبيعة وفلسفة الحرية. وبناء على هذا التقسيم سنعمل على رصد طبيعة عمل ملكة الحكم الجمالي وما الذي يربطها ويفرقها عن مجالي المعرفة والأخلاق.
الفلسفة؛ الجمال؛ كانط؛ العقل؛ النقد
دكتور الوليد محمد الحسن ادريس الحسن
.
ص 31-44.