مجلة أبحاث
Volume 2, Numéro 2, Pages 19-31
2017-12-26
الكاتب : ميلود قاسم .
يرتبط مفهوم الاصلاح بتك العملية المستمرة والمعقدة التي تحاول من خلالها مراكز صنع القرار التركيز على خلق الانسجام بين فروع التنظيم ورفع من كفاءة الاجهزة الادارية لمواجهة التغيرات البيئية التي تمس مصلحة المواطنين والدولة بشكل عام، فالإصلاح كفلسفة شاملة لا تتقيد بقواعد ثابتة ونمطية بل يجب أن تستجيب لمحتوى البيئة وما تمليه من تصورات تفرض على صاحب القرار فهم التحديات ومن ثم التحرك نحو بناء استراتيجية ارتيادي تتميز بالديمومة والاستدامة من أجل التكيف وفق المتغيرات الزمنية والمكانية.ولعل مواضيع الاصلاح والسياسات التي تنتهجها كل حكومة وكل دولة لدليل أن الاصلاح مرتبط بالظروف البيئية والسياسية لكل دولة ولا يجوز أن يتم التقليد الكلي لأن الانظمة والثقافات تختلف حسب الحضارات وقيم كل مجتمع حسب رأي سامويل هانتيحتن الذي يقول أنَّ الاختلاف بين الحضارات هو اختلاف جوهري ومهما اختلفت الرؤى في القضايا العامة فإن الصراع سيبني على أساس عقائدي حضاري. من خلال تجارب عديدة في مجال الاصلاح الاداري في الجزائر يقر الكثير من الباحثين أن فلسفة الاصلاح تأسست على رؤى بيروقراطية ضيقة ركزت على بناء الهيكل العام للإدارة دون ايلاء موضوعات الاصلاح أهمية بالغة لمصلحة المواطن، وهذا ما جعل الكثير يعتقد بأن البيروقراطية أخذت تنمو بمعزل عن المجتمع، وأن المواطن كمحور أساسي في عملية الاصلاح مغيب تماما في ادراج أنظمة توافقية ومصلحة المجتمع. ولعل من بين الاسباب الرئيسة في بناء مفهوم الاصلاح يعود الى المقاربات المختلفة التي وظفها صانع القرار في بناء استراتيجية غامضة المعالم في العملية الاصلاحية للجهاز الاداري، وعليه تأتي هذه المداخلة المتواضعة لتقدم مقاربة جديدة مبنية على رؤية متطورة في ادماج أطراف متخصصة في هذا المجال وقد اصطلح على تسمية هذا الهيكل ب دوائر التفكير أ Think tanks وهو جهاز يتكون من الخبراء تستعين به الحكومات الغربية في بناء سياساتها العمومية،وعليه فإن مداخلتي ستحاول الاجابة على اشكال مهم وهو الى أي مدى يمكن نقل التجربة الغربية في مجال خلق دوائر التفكير الى الجزائر والاستفادة منها؟
1- التعريف بدوائر التفكير ودورها في الدول الغربية. 2- دوائر التفكير مساهمتها في الاصلاحات الادارية، 3- العوائق التحديات أمام دوائر التفكير في مجال الاصلاح في الدول النامية.
طيب جميلة
.
دايد محمد زين العابدين
.
ص 247-273.
رشيد ساعد
.
ص 383-399.