الوقاية والأرغنوميا
Volume 5, Numéro 1, Pages 150-167
2011-12-20

10. نحو زوال تربية الشارع في المجتمعات الصحراوية وما يترتب عن ذلك من انتشار للآفات الاجتماعية

الكاتب : عبد الجليل ساقني .

الملخص

يعتبر الشارع حلقة وصل بين مؤسسات التربية المختلفة، وبإمكانه أن يصلح كما يمكن له أن يفسد، فالشارع عبارة عن مدرسة كبيرة يتلقى فيها الفرد دروسا عملية كثيرة قد لا يتيسر له أن يتلقاها في حياته ومن على مقاعد الدراسة العادية، ومن الشارع يتلقى أيضا دروسا مختلفة الأنواع والصور يصقل بها معارفه وخبراته التي يتلقاها من المؤسسات التربوية، ومن بين الأسباب التي أدت إلى تراجع دور الشارع في عملية التربية في منطقة تيديكلت بالجنوب الجزائري نذكر مايلي: طبعا العولمة والغزو الثقافي، حيث أن مجتمع تيديكلت كان بمعزل عن هذه الأمور ومع تطور التكنولوجيات وتعدد وسائل الاتصال داخل المجتمع اثر هذا إيجابا وسلبا في المجتمع ونحتاج هنا لجانب السلب، ثانيا وفاة الكثير من شيوخ وأعيان المنطقة الذين كان لهم تأثير كبير في مجال التربية وإصلاح المجتمع، أيضا في الآونة الأخيرة تراجع دور المؤسسات التربوية في تأدية مهامها الأساسية من نصح وإرشاد وتوعية وتربية وتعليم وبالتالي خروج الناشئة والشباب عن السيطرة، وهناك أيضا الاحتياج والمستوى الاقتصادي المتدني لبعض الأسر، جعل منهم يضربون بعرض الحائط كل الضوابط الاجتماعية ويسعون إلى محاولة سد احتياجاتهم بشتى الطرق المختلفة، ونضيف كذالك تراجع التماسك القوي بين الأسر وإتباع سياسة: عليك بخاصية نفسك وفي كل المجالات، وهناك كذالك كبر واختلاط سكان ومجتمع التيديكلت بعدما كان منعزلا تماما، وحدث ذالك بدخول سكان المناطق الأخرى من كافة أنحاء الوطن من الشمال ومن الشرق والغرب والجنوب كذالك، فكل هذه الأسباب بشكل من الأشكال أثرت وأدت لتراجع دور الشارع في عملية التربية بالمنطقة. وحتى يعود شارع التيديكلت لسابق عهده والمساهمة مرة أخرى في عملية التربية، يجب على سكان المنطقة وحسب رأي بعض من مثقفيها الذين راو ضرورة أن تعود المؤسسات التربوية للعمل الجدي فهي الأولى بالتربية والشارع هو مساند لها فقط، كما أن عودة الناس لتعاليم الدين ولسيرة وأخلاق المصطفى أمر وارد وضروري في وقتنا هذا الذي غابت فيه الأخلاق.

الكلمات المفتاحية

انتشار الآفات الاجتماعية ، الشارع، العولمة، الغزو الثقافي،