الكَلِم
Volume 2, Numéro 1, Pages 4-8
2017-06-01
الكاتب : محمّـد بشير بويجرة .
لعل من أهم معالم الصبغة الحديثة في شعر وفي شاعرية الأمير عبد القادر شيئان اثنان هما؛ ابتعاده، في شعره، عن التكسب وعن التصنع على الرغم من أنه ابن العصر الذي مجداهما، ثم جعله شعره مواكبا لما كان يعيشه أو لما كان يحدث من حوله. ونتيجة لذلك أجد شعر الأمير عبد القادر متلبسا بالقضايا الحديثة في عصره ومتشبعا بها، وذلك على اعتبار أن العمل الإبداعي الحديث هو ذلك الذي يساير ويعبر عن المعيش اليومي لمبدعه أو لمجتمعه، وليس ذلك العمل الذي يرتمي في غياهب الماضي ويعانق المنبوذ من يوميات المبدع أو ما يتناقض مع اهتمامات مجتمعه وأمته. ووفق ذاك التلبس وتلك المسايرة لا يكاد القارئ يعثر على قصيدة واحدة للأمير لا تحمل إشكالية وجودية تهمه هو أو تعبر عن حالة أو عن وضع وطنه و أمته الجزائريان، وسواء كانت تلك الحمولة بارزة المعالم أو مندمجة وفق إلماحات ورموز يستطيع فك شفراتها القارئ اللبيب والمشبع بالحمولة المعرفية المطلوبة لفهم النص ولتفكيك شفراته وأبعاده. وفي محاولة مني لقراءة قصيدته "ما في البداوة عيب" وفق الإحالات السابقة، والتي يبدأها الأمير بقوله:ـ يا عاذرا لامرئ قد هام في الحضر ° و عاذلا لمحب البدو و القفــــــر لا تذممن بيوتا خف محملهــــــــــا ° و تمدحن بيوت الطين و الحجر أجد نفسي مضطرة إلى اصطناع التمفصلات التالية:ـ
المرجع ;وتعدد الدلالة; قصيدة ;ما في البداوة عيب;مقاربة ;الدفق الاستراتيجي; شعرية; الأمير عبد القادر
كواري مبروك
.
ص 59-70.