العلامة
Volume 1, Numéro 2, Pages 241-252
2016-11-30
الكاتب : صابر حرابي .
ليست الكتابة في المسرح من منظور الحوارية التراثية بالأمر المستحدث، على مستوى المسرح العالمي والعربي. ذلك أن فن المسرح موغل في القدامة منذ أن نقض الإغريق فن الكلام. وإنما الكتابة الحداثية للفن المسرحي من حيث محاورة المرجعيات التراثية، وخلخلة بناها المعمارية وقيمها الرؤيوية، وإعادة تطريسها في خطاب مفتوح للتأويل والحوار، يتجاوز المنواليات المكرسة، بغية كتابة نص/ فن يقول الهوية الثقافية. هذه الكتابة المقطرة هي الممارسة الحداثية الجديدة، بوعيها وخصوصيتها ومقصديتها. وعلى الرغم من أن المسرح العربي ناوش التراث العربي والشعبي – كما نجد في تجربة الحكيم " أهل الكهف " و " شهرزاد " وسعد الله ونوس في " منمنمات تارخية " وألفريد فرج في " حلاق بغداد " – فإن هذا الاستلهام لم يخرج من نطاق بلاغة الموروث. من هذا المنطلق، تأتي ريادة التجربة المسرحية للأديب المتعدد الشواغل عز الدين جلاوجي، في خارطة الكتابة المسرحية الجزائرية. من حيث الاشتغال على إشكالية جوهرية تمس حوار التراث للفن، في كتابة هجينة ممسرحة، تخاتل فنون الأدب في أجناسه المختلفة، وتتعمق إلى مسألة محاورة المرجيعات التراثية العربية السردية والشعبية، على المستوى الدلالة والجمال. فالمسرحية عند جلاوجي تكسر نمط القوالب القائمة، وتنقل التموجات الوظيفية للموروث من هيئة إلى هيئة جديدة، تكرس حداثية الكتابة المسرحية الجزائرية، وهو ما نجده مثلا في مسرحية " أحلام الغول الكبير" وغيرها ...
الموروث-حوار الفنون- المسرحية - عزالدين جلاوجي
رويدي عدلان
.
ص 129-142.