مجلة الحكمة للدراسات التاريخية
Volume 5, Numéro 10, Pages 08-21
2017-06-02
الكاتب : خالد حموم .
شهدت المنطقة الجنوبيَّة من المغرب الأقصى مع مطلع القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) ظهور حركة دينية بزعامة الفقيه عبد الله بن ياسين الجزولي الذي عمل رفقة أمراء قبيلتي جدالة ولمتونة وغيرهما من قبائل صنهاجة الصحراء على نشر تعاليم الدِّين الإسلامي الصَّحيحة عن طريق إنشاء رباط للتَّعبد وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وسرعان ما انتشرت هذه الحركة الإصلاحيَّة في معظم قبائل صنهاجة الجنوب خاصةً في عهد الأمير أبي بكر بن عمر اللَّمتوني الذي تولى أمر جميع قبائل صنهاجة وعمل على توحيدها، وقاد سلسة من الحروب والغزوات لإخضاع قبائل المغرب الأقصى المخالفة لعقيدة قومه، وتمكن بذلك من وضع الأسس الأولى لقيام دولة أو كيان سياسي في جنوب وشمال المغرب الأقصى وهو دولة المرابطين. ومن هذا المنطلق نطرح الإشكاليَّة التَّاليَّة: ما هو الدور الذي قام به الأمير أبو بكر بن عمر لتأسيس دولة المرابطين ؟ وبعبارةٍ أخرى كيف كانت مساهمة الأمير أبي بكر بن عمر في تأسيس دولة المرابطين ؟ وقد طرحنا من أجل الإجابة على هذه الإشكاليَّة العديد من التَّساؤلات: من هو الأمير أبي بكر بن عمر (متى ولد وأين- كيف نشأ - وما هي صفاته) ؟ كيف وصل للحكم ؟ ما هي أهم أعماله ؟ ما هي أبرز حروبه وغزواته ؟ وكيف كانت علاقته بالأمير يوسف بن تاشفين ؟ وكيف كانت نهايته ؟ للإجابة على مجموعة التَّساؤلات المطروحة اتبعت الخطة التَّاليَّة: قسَّمت البحث إلى مقدمة ومجموعة مباحث وخاتمة، أمَّا المقدمة فعرَّفت فيها بالموضوع وإشكاليته وخطة العمل والمنهجيَّة المتبعة في البحث. وبالنِّسبة للعرض الذي يحوي مجموعة مباحث فقد حاولت من خلاله الإجابة على الإشكاليَّة التي طرحتها حيث تحدثت في المبحث الأوَّل عن ميلاد ونشأة وصفات الأمير أبي بكر بن عمر، وتطرقت في المبحث الثَّاني للحديث عن حروبه وغزواته، أمَّا المبحث الثَّالث فخصَّصته للحديث عن استخلافه للأمير يوسف بن تاشفين في المغرب وعودته إلى الصحراء، بينما تحدثت في المبحث الرابع عن عودته من الصحراء وتخليه عن حكم بلاد المغرب ليوسف بن تاشفين كما تحدثت في هذا المبحث عن نهايته وكيف كان مصيره. وأخيرًا أنهيت الموضوع بخاتمة حوت أهم النَّتائج المتوصل إليها في البحث، وملحق وخريطة رأيت أنَّها تفيد دراستي. أمَّا المنهجيَّة التي تناولت بها الموضوع فتمثلت في السرد التَّاريخي للأحداث، وكانت عملية السرد اعتمادًا على المصادر وهو منهج لا يمكن الاستغناء عنه في الكتابات التَّاريخيَّة، وتخلَّل هذا السرد منهج التَّحليل لإظهار ما أمكن إظهاره من الحقائق والجوانب الخفيَّة، وكثفت من الاستشهاد بالنُّصوص في المتن والهامش إمَّا دعمًا لرأي أو مساندةً لاستنتاج ومن أجل تبسيط المعلومات وترسيخ الحقائق.
المرابطين أبي بكر بن عمر اللمتوني
صلاحي حسام
.
ص 95-118.
نعّاس بن محمد عماري
.
ص 152-163.