الذاكرة
Volume 2, Numéro 2, Pages 340-363
2014-12-17
الكاتب : الجباري عثماني .
كان العلم في القرون الماضية بوادي سوف يُدوّن في القراطيس الورقية بمداد الوراقين، وقد تصدى لهذا الفن رجال عُرفوا بالناسخين؛ وذلك لندرة الكتب المطبوعة، أو صعوبة الحصول عليها بسبب بعد الأقطار، وارتفاع التكاليف، وحالة الفقر التي يعيشها سكان الصحراء وسوف. لهذا انتشر التراث الفكري المخطوط في حواضر وقرى وادي سوف، وخاصة في خزائن الطرق الصوفية المتواجدة في المنطقة، والتي عرفت رفوفها أنفس الكتب والمؤلفات المخطوطة في شتى الميادين. ومن أعرق تلك الطرق، الطريقة الرحمانية العزوزية، وزاويتها التي تعرف باسم مؤسسها "سيدي سالم العايب"، أسسها في مطلع القرن 19م، وقد لعبت منذ نشأتها دورا حضاريا وتعليميا بارزا، استقطبت الطلبة من كامل وادي سوف، وكذا المناطق المجاورة من النمامشة ووادي ريغ وغيرهما. ومن أجل الاطلاع والرسوخ في صنوف العلوم، وحرص القائمين على الزاوية على جلب العديد من الكتب المخطوطة ونسخها، وتشجيع فقهاء ومعلمي الزاوية خاصة، وسوف عامة؛ على تأليف الكتب والرسائل (المخطوطة) ونظمها للاستفادة من علمها. وسنحاول في هذه المداخلة أن نقوم بمحاولة جرد وإحصاء، وتصنيف، وذكر الأهمية لكل مصنف لجانب من التراث المخطوط الموجود في الزاوية.
التراث المخطوط، خزانن، الطرق الصوفية، وادي سوف، زاوية سيدي سالم العزوزية