مجلة المواقف
Volume 6, Numéro 1, Pages 65-70
2011-12-31
الكاتب : محمد حولة .
نحاول هنا تناول البعد التداولي في التحليل النفسـ ـ لساني للخطاب ابتداء من الإرهاصات الأولى التي مهدت لذلك على يد أب المدرسة البنيوية سوسير واعتباره للخطاب كمصطلح ثالث يأخذ مكانه بين الثنائية لسان / كلام، وكذلك ما أشار إليه جاكبسون والمتمثل في مفهومي الوصل والفصل لإبراز علامات حضور الذاتية في تحليل الخطاب. إن إدخال مفهوم الفعل الخطابي لإبراز العلاقة الموجودة بين العلامة اللسانية ومستعمليها، ومصطلح فعل القول لـ أوستن (1955)، ونظرية الأداء التعبيري لـ بنفنيست؛ كلها أفكار مهدت للدراسات التداولية (الاهتمام بالعلامات في علاقتها بمستعمليها)، والتي على إثرها أصبح الخطاب عبارة عن إنتاج تفاعلي لسيرورات نفسية معرفية يهدف إلى تحقيق هدف معين وترك أثر على السامع. فبهذا الشكل أصبح المنهج التداولي يهتم بالاستعمال اللغوي في مقابل دراسة النظام اللساني(البنية) وبالتالي يصبح الاتصال يؤدي وظيفة عملية فعلية بدلاً من الوظيفة الوصفية. يأتي مفهوم الخطاب كوسيلة تحليل بنيوية ودلالية ثم استعمالية ليأخذ مفهومه كنظام مستقل يحتل مكانته بين الثنائية لسان/كلام، كما يأخذ نفس الوضعية في ثنائية تشو مسكي Chomsky, N. 1970)) الملكة والاستعمال، وبصيغة أخرى هو متموضع بين النص والكلام هذا من جهة، كما يُؤخذ في علاقته بالوضعيات التخاطبية وبمتكلميه (المتكلم، المستمع) وبمختلف الخطابات المحيطة به من جهة أخرى. إن تطرقنا للبعد النفسي في تحليل الخطاب يندرج ضمن مجال تطور الدراسات النفسـ لسانية في بعدها التداولي pragmatique الذي يهتم بالنشاط اللغوي في علاقته بالتفكير الإنساني وفي أبعاده النفسية والعقلية، والذي مهدت له الدراسات البنيوية وما بعد البنيوية خاصة.
الخطاب؛ البنيوية؛ التداولة؛ التحليل؛ البراغماتية
أ/إيمان جربوعة
.
ص 347-369.
بوفناز حسين
.
عليوات سامية
.
ص 238-249.