الناصرية
Volume 9, Numéro 1, Pages 383-414
2018-06-01
الكاتب : لعوج لصردين .
كان الإعلان الرسمي في يوم الجمعة 19/09/1958 عن ميلاد الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية قرارا تاريخيا مصيريا، مثل أهم محطة في تاريخ الثورة الجزائرية، ساهمت ظروف محلية وإقليمية ودولية في بلورته، وحددت الثورة مهامها في ممارسة السلطة التنفيذية إلى حين تحرير الوطن، ووضعت لها خمسة مبادئ أساسية في بيان سياستها العامة، ورسمت لها أهدافا محددة في المجالات الحيوية: سياسيا، عسكريا، اجتماعيا، ثقافيا، دبلوماسيا وإعلاميا، أجمع الفاعلون والملاحظون وبعض الدارسين على أهمية قرار تأسيسها وتعدد مزاياه، وتفنن كل في موقعه في تقييمه، باعتباره إحياء للدولة الجزائرية، نستخلص منه أربعة أبعاد حضارية: • إنساني يعكس الطبيعة الخلاقة لجيل نوفمبر وقدراته في التحدي في مختلف الميادين. • تاريخي يرتبط بإحياء الإرث التاريخي للدولة الجزائرية قبل 1830. • إيديولوجي يربط الجزائر بانتمائها الحضاري العربي الإسلامي. • دبلوماسي محور هذه الأبعاد الحضارية، حيث تأكدت الصفة التمثيلية للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية أمام الرأي العام العالمي، وحققت نجاحا ساطعا مما جعلها يقينا من أكثر الدبلوماسيات العربية والإفريقية تطورا، وشكلت جوهر قوة الثورة عالميا، وأنجزت مهمة المفاوضات الشاقة مع الحكومة الفرنسية بكثير من الرشد والأصالة والشجاعة والتوفيق بين الصرامة والواقعية، وحققت للجزائر نصرا مبينا قوامه وضع حد لمائة وإثنين وثلاثين سنة من سجن وقهر استعمار استيطاني، وتحقيق الاستقلال تتمتع فيه الدولة الجزائرية بكامل سيادتها، والاعتراف بالوحدة الترابية للجزائر في حدودها التاريخية الشاسعة والكاملة، والاعتراف بوحدة الشعب الجزائري وشخصيته التاريخية ذات البعد الأمازيغي العربي الإسلامي، وكانت كل مهامها عشية الاستقلال منجزة، رغم نهايتها الأليمة في ظل الصراع حول السلطة مع العسكريين في مرحلة الانتقال من الثورة إلى الدولة.
تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية؛ أبعاده الإنسانية؛ التاريخية؛ الإيديولوجية؛ الدبلوماسية؛ فشل في تحقيق الانتقال من الثورة إلى الدولة؛
ميلودي سهام
.
ص 301-313.
بن جلول هزرشي
.
ص 107-117.