افاق للعلوم
Volume 3, Numéro 3, Pages 90-101
2018-06-09
الكاتب : فالق سمية .
التجريب حركة واعية وموقف نقدي من الحصيلة الثقافية للأمة،بل هو نتيجة حتمية لتحولات الواقع وتغيراته،هو تعبير عن وعي عميق،وتجاوز لنمط الكتابة التقليدية،وتجاوز لكل ما هو سائد على مستوى الشكل الروائي . من هذا المنطلق ، أول ما يتبادر إلى أذهاننا بعد قراءة رواية الفراشات والغيلان لعز الدين جلاوجي ،هو التساؤل على مدى انضواء هذا المتن ضمن مفهوم الرواية والتجريب ،خاصة وأنها كتبت التاريخ (تجريب التاريخ)واكتسبت أهميتها من التجريب في حد ذاته ،وغدت تمثيلا له .فكانت من النصوص الروائية التي سعت إلى إعادة قراءة التاريخ ولاءمت بين حقيقته وحرية المتخيل. وظف الروائي مادة تاريخية في روايته جسدها في فكرة عرض أجواء التقتيل والإبادة الهمجية القائمة على الصراعات والنزاعات اللا متناهية - والتي تدور حول الأرض والدين وغيرها - والأجواء المأساوية من تشرد وضياع ومصير مجهول ،وملامح كثيرة من واقع أليم في كوسوفا ،وما تعرض له الأطفال من همجية الصرب ،وضيعت الحرب براءة الطفولة ،ووطنهم وأهاليهم ....جنود الصرب هم الغيلان ، أما الفراشات فمثلها محمد كشخصية رئيسة ،لتبرز العلاقة الجمالية في تلك العلاقة المتبادلة بين السرد والمكان لإبراز جمالية هذا الأخير. سنركز حديثنا عن المكان في الرواية.هو حديث عنه لا بوصفه خلفية تتحرك فيها الشخصيات، ولا هو تعبير عن نفسيتها، بل هو الفضاء الذي يشمل العلاقات بين الأمكنة والشخصيات والحوادث ،فوصف المكان عند الروائي ليس غاية في ذاته ،وإنما هو وسيلة لخلق الفضاء الروائي . إن المتفحص للرواية يجد نفسه أمام مجموعة من المسميات المكانية المتنوعة ،فالمتن ثري من حيث تعدد الأمكنة واختلافها، من البيت ،والمسجد ، والكوخ ،والمستشفى ،والمدرسة ،والمخيم ،والقرية ،والمدينة ،والغابة ،والجبل،وفم الأفعى ،والربوة ،......فالمكان -إذن-احتل مكانة واسعة من ذاكرة أبطال جلاوجي حتى بدا تأثيرهم عليهم أقوى من تأثير الزمان ،وهذا يرجع إلى الهاجس الكبير الذي كان يهدف إلى التحكم والتمسك بالأرض والوطن .
التجريب،دلالات المكان،رواية الفراشات والغيلان،تجريب التاريخ.
عداد ربيحة
.
مكي خديجة
.
ص 193-203.
رفيقة سماحي
.
ص 960-978.
نصراوي عبد العزيز
.
عامر رضا
.
ص 869-888.
بوشريط لوزية
.
قاسحي ليلى
.
ص 540-555.