مجلة كلية الآداب واللغات
Volume 1, Numéro 1, Pages 79-90
2015-06-14
الكاتب : ايمان برقلاح .
ملخص: يعد النقد الثقافي فرع من فروع النقد النصي، يعنى بنقد الأنساق المضمرة التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي بتجلياته كلها وأنماطه وصيغه المتعددة ، أي أنه نقد يسعى إلى دراسة الأعمال الهامشية التي طالما أنكر النقد الأدبي قيمتها أو أهميتها بحكم أنها لا تخضع لشروط الذوق النقدي، ولهذا فهو يخالف تيارات النقد الأخرى في العودة إلى تأويل النصوص، ودراسة الخلفية التاريخية كما أنه يتجاوب مع التاريخانية الجديدة New Hestoricism التي تدعو إلى نقد جديد يتجاوز البنيوية إلى عبور الحدود بين التاريخ والأنثروبولوجيا والفن والسياسية والأدب والاقتصاد، فأهداف النقد الثقافي تقوم على إلغاء الفارق بين ما هو أدبي وغير أدبي. من هنا يمكن طرح الإشكاليات الآتية : ما مفهوم كل من النقد الثقافي و التاريخانية الجديدة ؟ و ما العلاقة بينهما؟ إذا كان النقد الثقافي هو الكشف عن العيوب النسقية التي توجد في الثقافة والسلوك، بعيدا عن الخصائص الجمالية والفنية و التاريخانية الجديدة بمثابة نصوصٍ وخطابات، تَحمل في طيَّاتها أنساقًا جماليَّة رمزيَّة، بيد أنها تَحوي رسائلَ مُضمرة ومَقصديَّات مباشرة أو غير مباشرة، تُحيل على سياقها الثقافي والاجتماعي، والسياسي والأيديولوجي. فإن العلاقة بينها جد وطيدة ذلك أن أهمية التاريخانية الجديدة تبرز في الفضاء المعرفي المنتمي لما بعد الحداثة، وبشكل أكثر تحديدا في النقد الثقافي، من خلال بلورتها لمنظومة من العمليات الإجرائية التحليلية ذات النزعة التأويلية في دراسة النصوص الأدبية على خلفية الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي أنتجها، وبالأخذ بعين الاعتبار طبيعة الصراعات الأيديولوجية والقوى السياسية التي هيمنت على الحقبة التاريخية التي ينتمي إليها النص الأدبي قيد البحث. وتحاول هذه الدراسة تطبيق نفس تلك الإجراءات السياقية التحليلية بشكل معكوس على المدرسة النقدية ذاتها، لغرض الكشف عن الظروف التاريخية والسياسية وطبيعة الصراعات الأيديولوجية في التشكيل الاجتماعي الذي أنتج هذا النوع من التوجه النقدي، والتعرف على موقف التاريخانية الجديدة من تلك الصراعات والتناقضات وطبيعة الحلول النقدية والثقافية التي اقترحتها لتجاوز أزمتها التاريخية. وبعبارة أخرى، مقاربة التاريخانية الجديدة "كظاهرة ثقافية" ذات دلالات سوسيوثقافية محددة يمكن حصرها ودراستها وتأويلها. وعلى العموم، فقد جاءَت التاريخانية الجديدة كنقدٍ للتاريخانية القديمة، وتقويضٍ للمدارس الفنية والجماليَّة، ونقدٍ للتيارات الشعريَّة والبنيويَّة، والنصيَّة المُغلقة، التي كانت تُعنى بشكلٍ من الأشكال بالبنيات الصوريَّة المجرَّدة ، ومِن ثَمَّ، فهي مقاربة متعدِّدة الاختصاصات، تُشبه إلى حدٍّ كبير النقد الثقافي، ونظرية ما بعد الاستعمار، ونظرية الماديَّة الثقافية.
الثقافي-الجديد-التاريخانية-النصية-المادية
زين خديجة
.
زيقم عصام
.
ص 45-60.
زعيط فريحة
.
لحمر فيصل
.
ص 249-274.