مجلة الدراسات العقدية ومقارنة الأديان
Volume 11, Numéro 1, Pages 236-265
2022-03-30
الكاتب : بن سلين فارس .
ظهرت التاريخانية تعبيرا عن التوجه المابعد بنيوي الذي كان وجها من أوجه التطور النقدي الثقافي في الولايات المتحدة الأمريكية أواخر السبعينيات من القرن المنصرم، وأرادت أن تقيم حدودا فاصلة بين المزج البنيوي لعلاقة الأدب بالأنتروبولوجيا والفن والاقتصاد والتاريخ، وعبّرت عن ذلك من خلال توطيد العلاقة بين الأدب والتاريخ من جهة جعل هذا الأخير مركبا من مركبات المعايير النقدية التي يلتجأ إليها في فهم الظاهرة النّصية. ولما كان النّقد المابعد البنيوي مرتكزا على ما جاد به ميشال فوكو وجاك دريدا من مفاهيم تأسسية حول الخطاب والسلطة والجنسانية، فإنّ هذه المدرسة الحديثة في النّقد حاولت توريد كلّ ذلك وتطبيقه من جهة المفهوم والمنهج على الظاهرة النصّانية متعالية كانت أن محايثة. وإن كان ذلك مستساغا في النظرية النقدية الغربية بوصفها وجها من أوجه التجاوز المشروع للقيود الكنسية المسلطة على العقل الغربي إبان قرون سحيقة من الزمن، حتى أصبح فيها تطلّب التأويل أمرا لا غنى عنه؛ فإن ذلك يطرح عدّة مفارقات في التطبيقات الحداثية العربية له على النّص الديني الإسلامي، ذلك أن الضمير الإسلامي مازال نابضا بفكرة التعالي والمفارقة للنص الديني التأسيسي "قرآن وسنة" لكل الأغيار البشرية، ولشتى ضروب محاولة تورخته وجعله نصا ظرفيا خاضعا لحدود المكان والزمان الذي ظهر فيه. ولا ريب أنّ تعقّل كلّ هذه المبررات لا يكون إلا من خلال رصد الآثار الناجمة عن تطبيق هذه النظرية الأدبية المعاصرة بصبغتها العربية على النص الديني الإسلامي " قرآن وسنة "
التاريخانية ; الحداثة ; الأرك