Insaniyat
Volume 4, Numéro 3, Pages 27-38
2000-12-31

من أرشيف الإدارة الاستعمارية في الجزائر : الوثائق الفرنسية و الهجرة إلى الديار الإسلامية

الكاتب : غالم محمد .

الملخص

تبحث الدراسة في العلاقة بين المصادر الفرنسة و الحقيقة التاريخية من خلال حالة "أرشيف الإدارة الاستعمارية و هجرة الجزائريين إلى الديار الإسلامية". تقـول الـقاعدة التاريخية الكلاسيكية "لا تاريخ دون وثائق" و يؤكد المؤرخ المغربي عبد الله العـروي : "يتغير نوع الوثيقة فيتغير مفهوم الحدث و بالتالي يتغير النقد و التأليف أي تتغير ذهنية المؤرخ". إذا كان الأمر على هذه الخطورة، فعلى المؤرخ أن يقف موقف الحذر و الاحتراز، عند استخدام الوثائق التاريخية مهما كانت نوعيتها و مصدر تأليفها، و ينبغي عليه ألا يتقيد بنصيتها، أن يتجاوز أطر النقد التاريخي بالتساؤل حول أسباب تأليف الوثائق وأغراض مؤلفيها. هذا ما حاولنا القيام به حين عرضنا للوثائق الفرنسية الخاصة بالهجرة إلى الديار الإسلامية. فصفنها إلى أصناف بناء على التفسيرات التي تنطوي عليها وأوضحنا كيف استعملها المؤرخون الفرنسيون المهتمون بتاريخ الجزائر المعاصرة. لا شك أن التاريخ الاستعماري مليء بالأحكام المسبقة السلبية المنبية على مفاهيم لا ترتبط بالواقع التاريخي، لكن لا يجوز أن نغفل رصيده المعرفي و المنهجي. لقد كتب المؤرخون تاريخ الجزائر بوسائل فكرية و أدوات منهجية ارتبطت بوضيعة العلوم الإنسانية و التاريخ في عصرهم. إنهم مثل بقية المؤرخين – قد تأثروا بأصولهم الاجتماعية و بالبيئة السياسية المحيطة بهم و بالمناخ الفكري – الثقافي السائد. ندعو إلى تجديد كتابة تاريخ الجزائر و تخليصه من المسحة الاستعمارية إلا أن الدعوة لا تتحقق إلا بالتنقيب عن مصادر بديلة، غير المصادر الفرنسية و بإعادة تحليل الوقائع التاريخية اعتمادا على المناهج العلمية الحديثة و الإشكاليات الموضوعية الصريحة.

الكلمات المفتاحية

أرشيف كلونيالي ، هجرات ، حركات الهجرة ، جزائر ، الشرق العربي.