مقاربات
Volume 4, Numéro 1, Pages 152-157
2016-01-04
الكاتب : محمد قدور .
إذا كانت الثورة الجزائرية قد تركت أثرا إيجابيا في العالم وخلّدت اسم الجزائر في التاريخ بتحقيقها الاستقلال،في معركة غير متكافئة على الصعيدين السياسي والعسكري،فإن الفضل في ذلك يعود إلى ثلِّة من أبناء الشعب الجزائري الذين تركوا الحياة الدنيا والعيش الرغيد وما كانوا يتمتعون به كسياسيين في الحركة الوطنية،فا تخذوا من الجبال مسكنا، ومن السلاح رفيقا، وشقوا الطريق إلى الاستقلال. لكن هذا الطريق لم يكن مفروشا بالورد بل كانت الطريق مملوءة بالمصاعب و المشاكل ،بدءا في التخلص من التبعية لطرف من الأطراف المتصارعة على قيادة الحركة الاستقلالية ممثلة في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، مرورا بإقناع المناضلين التائهين بالثورة ،وصولا إلى توفير الظروف المناسبة لانطلاقة الثورة،ومن هاته الظروف التي تطلبت جهدا كبيرا وعملا جبارا تلك المتعلقة بالعمل الدبلوماسي في الخارج وتوفير السند المادي و المعنوي و السياسي للثورة،فإذا كان الثوار في الداخل قد تكفلوا بالعمل الميداني فإن أعضاء الوفد الخارجي- المتواجدون في تلك الفترة في القاهرة التي كانت مأوى زعماء المغرب العربي الداعين إلى الثورة و التحرر من المستعمر- أسندت لهم مهمة لا تقل شأنا عن العمل في الداخل، وذلك بضمان سند سياسي كبير للثورة بتأييد الدول لها في المحافل الكبرى ، وكذلك توفير السلاح و تكوين الرجال لضمان تأطير جيد لها.وكذا محاولة ربط الثورة الجزائرية بنضال الأشقاء في تونس و المغرب و الإستفادة من عامل الوحدة لإضعاف المستعمر.
النشاط السياسي للوفد الخارجي، بداية التحضير لثورة نوفمبر1947/1954
براهيمي العرافي
.
شلالي عبد الوهاب
.
ص 1004-1019.