مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري
Volume 12, Numéro 1, Pages 9-44
2015-06-08

التوجيه اللساني والدلالي للبنى المحولة بالاستبدال الاطرادي

الكاتب : بومعزة رابح أحمد .

الملخص

إذا كان التحويل في النحو التحويلي قائما على أساس أن لكل بنية إفرادية (صيغة صرفية) أو بنية تركيبية (جملة وظيفية) بنيتين: إحداهما عميقة والأخرى سطحية، وكان لا بد من التحويل بقواعده المختلفة لكي يقوم بدور نقل البنية العميقة من عالم الفكرة المجردة إلى عالم التحقق الصوتي، فإن هذه الفكرة نفسها التي أدت إلى ضرورة التحويل قد وُجِدت بشكل آخر في النحوي العربي. ولكن النحويين العرب حين تناولِهم فكرةَ المواءمة بين العمق المقدر والسطح الظاهر، وانتهوا إلى أن هناك نموذجا أو أصلاً تجريديا - في الغالب يُحَول الكلام الحي تنفيذه وإخراجه إلى حيز الوجود، وخلصوا إلى أن الأنموذج المجرد أساسٌ للآخر، فحاسبوا الكلام المنطوق بمقياس هذا الأنموذج المجرد- فإنهم رأوا أنْ ليس هنالك لكل تركيب إسنادي بِنيتان إحداهما عميقة والأخرى سطحية، وإنما التركيب الإسنادي الذي يقتضي بنيتين هو التركيب المحول الذي يكون ظاهره مُلبَسًا. فالجملة التوليدية الواردة عناصرها على أصلها)(1) لا تحتاج إلى بنية عميقة. وكذلك الصيغة الصرفية التي لم يَقع فيها تحويل من نحو الإعلال والإبدال لا تحتاج إلى بنية عميقة. وإذا كان مصطلح "البنية العميقة" غير مصرح به في معالجة النحاة العرب للتراكيب الإسنادية المحولة، فإن مفهومه كان حاضرا في معالجتهم تلك. وجاء التعبير عنه بطرائق مختلفة من نحو قولهم" أصله كذا"، أو" قياسه كذا"، أو هو "على تقدير كذا"، أو "تأويله كذا"، أو "على نية كذا". وهي كلها تعني أن هناك بنية عميقة وراء البنية السطحية المحولة(2).

الكلمات المفتاحية

التوجيه، اللساني، الدلالي، البنى، المحولة، الاستبدال، الاطرادي