مجلة الدراسات الأكاديمية
Volume 6, Numéro 1, Pages 51-63
2024-06-30

"دراسة حَول خَلفِيات الرَحالَة الأَجانِب إلى فلسطين في القرن التاسع عشر: الرحالة فرانسوا رونيه دوشاتوبريان، ألفونس دي لامارتين، غوسطاف فلوبير، ماري إليزا روجرز أنموذجاً"

الكاتب : طالب دكتوراه ممدوح غالب أحمد بري .

الملخص

تستقي هذه الدراسة مصادرها من أربع رحلات لرحالة أجانب، تَعودُ أُصولهم إلى فرنسا وإنجلترا، كانوا قد زاروا مدينة يافا وفلسطين خلال القرن التاسع عشر، وتتوزع رحلتهم بين أعوام 1803-1859م، وهي فترة مهم في تاريخ فلسطين العثماني، نتاج ما شَهِدَتهُ من تحولات وأحداث سياسية مهمة، كان أبرزها أثار حملة نابليون بونابرت في مصر وبلاد الشام 1798-1801م، وتبعتها حملة فريزر البريطاني على مصر 1807م، وحملة حاكم مصر محمد علي باشا على بلاد الشام 1831-1840م، ودخول عهد التنظيمات والإصلاحات العثمانية 1839م و1853م، وعدة حروب داخلية، سيما بين العوائل الإقطاعية في جبل نابلس منذ انسحاب محمد علي باشا من بلاد الشام، وكذلك هزيمة الدولة العثمانية في القرم عام 1854م، وما ترتب على كل ذلك من تدخلات وامتيازات أجنبية، وتنامي دور القناصل الأجانب والإرساليات التبشيرية إلى فلسطين وسائر بلاد المشرق العربي والإسلامي. اخترنا مِن بَينِ هَذه الرِحلات أَبرز تلك التي تزامنت مع هذه التحولات والأحداث الهامة التي تأثرت بها الحياة العامة في فلسطين، وكان أبرزها رحلة الرحالة فرانسوا رونيه دوشاتوبريان (ت1848م) من أبرز الرحالة، وهو فرنسي الجنسية، يعتبر مثقف كاثوليكي، تعتبر رحلته التي حملت عنوان "الطريق من باريس إلى القدس عام 1803م" احدى أهم المصادر التي اعتمدت عليها في هذه الدراسة. يُعتَبَر الرَحالة الفرنسي ألفونس دي لامارتين (ت1869م)، وكتابه الذي حمل عنوان "مختارات من كتاب رحلة إلى الشرق عام 1832م"، حيث تجول في مدن فلسطين، ودخلها من الشمال قادماً من جبل لبنان، ويعتبر كتابه أحد أهم المصادر التي اعتَمَدتُ عليها، وتطغي على مشاهداته صبغة الكاثوليكي الفرنسي المتدين، المنفتح على الإسلام، لكنه لم يستطع أن يخفي أنه ابن تلك الحضارة الغربية. أسهم غوسطاف فلوبير (ت1880م) الروائي الفرنسي الليبرالي في إثراء هذه الدراسة، من خلال كتابه "رحلة إلى الشرق فلسطين ولبنان وقرطاج عام 1850م"، نتاج شخصيته المتحررة اجتماعياً. كان لرحلة الشابة الإنجليزية ماري إليزا روجرز (ت1910م) النصيب الأكبر من بين مصادر هذه الدراسة، لما تميزت فيه من تفصيل دقيق لأبسط تفاصيل الحياة الاجتماعية في فلسطين، في كتابها الموسوم بعنوان "الحياة في بيوت فلسطين، رحلات ماري إليزا روجرز في فلسطين وداخليتها 1855-1859م"، حيثُ أسهمت رفقتها لشقيقها الدبلوماسي الإنجليزي الذي مَكَثَ في فلسطين طوال أكثر من أربع سنوات في إثراء تحليلاتها ومشاهداتها، نتاج شروحته وتوجيهاته، فأثرت في ثقافتها وعززت مِن قدرتها على فهم طبيعة المجتمع، والتعبير الجيد عن كل ما تشاهده.

الكلمات المفتاحية

الرحالة الأجانب، فلسطين في القرن التاسع عشر، فرانسوا رونيه دوشاتوبريان، ألفونس دي لامارتين، غوسطاف فلوبير، ماري إليزا روجرز.