مجلة عصور الجديدة
Volume 14, Numéro 1, Pages 186-204
2024-05-31

زوايا تافيلالت وعلاقتها بالمخزن وحركة المقاومة خلال التوغل الفرنسي بالجنوب الشرقي المغربي (أواخر القرن 19 وبداية القرن 20م)

الكاتب : ملوكي عبد الرحمان .

الملخص

شهد القرن العاشر الهجري (16م) تعاظم مكانة الزوايا بالمغرب، بفعل تغلب النصارى على المسلمين في الأندلس الذين ساموهم سوء العذاب، ثم امتدت أطماعهم إلى احتلال الثغور المغربية، فتدخلت حينذاك الزوايا في شؤون البلاد السياسية وأخذت تدعو إلى الجهاد والمقاومة. وعلى الرغم من الارتباط الوثيق بين المخزن السلطاني والزوايا، فإن العلاقة بينهما تأسست على المصالح المشتركة. إذ كان السلطان غالبا ما يُسَخّر الزوايا في المصالحة بين القبائل المتنازعة، وحثّ الناس على ضرورة طاعة الأوامر المخزنية، وبالمقابل تمتع شيوخ هذه الزوايا بجانب كبير من الحصانة السياسية والنفوذ الاقتصادي. غير أن العلاقة بين المؤسستين تعرضت للتصدع في بعض الأوقات، خاصة خلال تعارض مصالحهما السياسية، أو تطلع زعماء الزوايا إلى الانفراد بقضايا السلطة وتدبير شؤون الرعية. لكن زوايا تافيلالت تميزت بعلاقة جيدة مع المخزن، حيث أشارت الرسائل السلطانية إلى مدى الاحترام والتقدير الذي خص به هؤلاء السلاطين شيوخ هذه الزوايا، وأيضا ما منحوهم إياه من هبات وهدايا في مناسبات عديدة، وذلك لأدوار هؤلاء الشيوخ المتميزة في تثبيت الأمن والاستقرار فضلا عن توطيد دعائم السلطة المخزنية بالقصور والقصبات التي استقروا بها. وتجدر الإشارة إلى أن الصلحاء وشيوخ الزوايا بتافيلالت كان لهم دور حيوي في تحقيق السلم والأمن؛ من خلال التوسط في النزاعات والفصل في الخصومات. وفي مناطق الجنوب الشرقي ومنطقة تافيلالت تحديدا، لعبت الزوايا أدوارا طلائعية في تأطير المجتمع القبلي واستنهاضه ضد الغزو الفرنسي للأراضي المغربية.

الكلمات المفتاحية

زوايا تافيلالت – المخزن السلطاني – حركة المقاومة – التوغل الفرنسي – الجنوب الشرقي المغربي – أواخر القرن 19 وبداية القرن 20 – الوساطة السياسية – ظهائر التوقير والاحترام – الهدايا والهبات – التصوف الديني.