المجلة الجزائرية التربية والصحة النفسية
Volume 3, Numéro 2, Pages 19-43
2009-12-31

دور التربية الخاصة في تحقيق السلوك التكيفي لدى الطفل المعاق عقليا

الكاتب : نورة سرحان . ليلى حساني .

الملخص

تعتبر الإعاقة العقلية شكلا من أشكال الإعاقة بصفة عامة التي ركز فيها الباحثون اهتمامهم، فهناك من عرفها من حيث الكفاءة الإجتماعية ذا إعاقة عقلية، حيث يعد غير الكفء إجتماعيا ومهنيا، وعادة ما تبدأ تلك الإعاقة منذ الميلاد أو في سن مبكرة من النمو وتستمر حتى مرحلة الرشد، والإعاقة العقلية تتسم بقصور واضح في الآداء الوظيفي والسلوكي، الذي يمكن معرفته باستخدام مقاييس اجتماعية التي تعمل على قياس مدى تكيف الفرد مع المجتمع وقدرته على الاستجابة لمتطلبات المجتمع المتوقعة من أقرانه، في مثل سنه وجماعته الثقافية. (عبد الله عادل، 2002، ص 80) بالنسبة لرعاية هذه الفئة، لا تظهر هذه المشكلة لدى فئات أخرى من غير العاديين، فبينما تتطلب مسألة تعليم الأطفال ذوي الإعاقات الأخرى مثل المكفوفين أو الصم أو صعوبات التعلم، تعديلات في طريقة التعليم، فإن المعاقين عقليا يحتاجون إلى أن يقرر المختصون في التربية ما ينبغي تعليمهم بمختلف مستويات إعاقتهم نظرا لأن نسبة تطور النمو العقلي و العاطفي والإجتماعي لدى الطفل المتخلف العقلي تصل إلى حدها الأدنى وتكون وظائفهم وقدراتهم، ودرجة تحقيق الكفاية الذاتية والاجتماعية والمهنية أقل قصورا مقارنة بالأطفال العاديين لذلك تعترضهم مشاكل في مواجهة الحياة اليومية والدراسية فيحتاجون بذلك إلى رعاية خاصة جدا. في هذا الصدد اهتمت العديد من المجتمعات برعاية أبنائها ذوي الاحتياجات الخاصة، وقامت بإنشاء مدارس خاصة لكل فئة من فئات الإعاقة المختلفة، وأصدرت قرارات لازمة لتنظيم العمل بها، فالجزائر مثلا أنشأت 68 مؤسسة طبية بيداغوجية موزعة على كافة ولايات الوطن، والتي تستقبل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 18 سنة إلا أن العدد يبقى غير كافي بالنظر إلى عدد الأطفال. (poizet, 2004, p 56). من بين الاهتمامات التي انصبت حول كيفية التكفل بهذه الفئة، أعمال (Marie Montessory, 1870-1952) والتي فتحت أول روضة للأطفال ورأت أن الإعاقة العقلية مشكلة تربوية أكثر منها طبية، لذلك اعتمدت على عدة أجهزة ووسائل لتدريب هؤلاء الأطفال على مختلف القدرات الحسية، الحركية والعقلية. بحيث تعتبر التربية الخاصة من المجالات الحديثة التي تقوم أساسا على تقديم مجموعة من الخدمات ذات الصلة الطبية التربوية، التعليمية، التأهيلية والتدريسية وتعتني بالصغار والكبار من ذوي الإعاقات البدنية والعقلية والتربوية والاجتماعية. (رمضان محمد القذافي، 1996، ص 200) بالرغم من كل هذا اختلفت الآراء المتعلقة بدورها ومدى فعاليتها بالنسبة للمعاق حيث وجد المؤيدون والمعارضون وحتى الأولياء، فالبعض الآخر يقر بفعاليتها لكونها تحدث تطورا في النمو العام للأطفال، بحيث يصبح أكثر تفطنا وأحسن تكيفا في المجتمع. لهذا السبب وجدنا أنفسنا في حالة من التناقض والتساؤل الكبير، مما دفع بنا إلى البحث عن الحقيقة ما تحدثه التربية الخاصة ودورها في تكييف الطفل المعاق. هذا ما سنحاول البحث حوله من خلال طرح التساؤل التالي: ما الدور الذي تقوم به التربية الخاصة في تحقيق السلوك التكيفي لدى الطفل المعاق عقليا؟

الكلمات المفتاحية

التربية الخاصة، السلوك التكيفي، الطفل المعاق عقليا.