دراسات تراثية
Volume 6, Numéro 1, Pages 213-232
2012-12-31

التراث المعماري الدّيني بتلمسان منذ عصر المُرابطين ودوره في التّواصل الحضاري بين شرق العالم الإسلامي وغربه

الكاتب : عادل محمد زيادة .

الملخص

كانت تلمسان في عهد المرابطين مركزا للدّراسات الفقهية والكلامية واشتهر فيها عدد غير قليل من العلماء البارزين، وقد اهتمّت الدّولة المرابطية بالجانب العمراني وأولته عناية فائقة يشهد عليه التّراث المعماري الديني الباقي حتى عصرنا الحاضر، ومع أنّ المصادر التاريخية تذكر أنّ الفن المعماري قبل المرابطين كان يمتاز بالطابع البربري البيزنطي، إلاّ أنّه بقدوم المرابطين وضمهم الأندلس إلى المغرب امتزج هذا الفن بالفن الأندلسي المتميّز، وأنتج فناً معمارياً خليطاً بين الطابع المغربي والأندلسي العربي حيث ظهر هذا المزج في كلّ المباني الأثرية بالبلاد وخاصة بمدينة تلمسان، وكان للوحدة السياسية التي حققها المرابطون بين الأندلس والمغرب أثراً فعالا على المباني الدينية والمدنية على السواء، حيث جلب أمراء المرابطون المهندسين والصناع من الأندلس واعتمدوا عليهم في إقامة منشآتهم المعمارية. وبالرّغم من أنّ تلمسان عاشت فترات من الاضطراب السياسي والاجتماعي في عصر الدّولة الزيانية إلاّ أنّ المباني الدينية قد شهدت نشاطا ملحوظا إلى جانب ظهور عدد هائل من العلماء الذين تركوا تراثا علميا كبيرا كان له تأثيره على الحركة العلمية والعمرانية في تلمسان، وبالإضافة إلى ذلك كان هناك إقبالا على تشييد المؤسسات العلمية والجوامع والزوايا والمدارس التي شيّدت على فترات متعاقبة. وقد ظلّت مدينة تلمسان طوال تاريخها على مر الدّول المختلفة تحظى باهتمام الحكام والأمراء في النواحي العمرانية والمعمارية ممّا نتج عنه امتلاكها لتراث معماري حضاري يعكس مدى غنى وتفوق هذه العمائر في كافة النّواحي الفنية والمعمارية. وسيتناول البحث دراسة العمائر الدينية الباقية بتلمسان منذ عصر المرابطين من الناحية المعمارية والفنية والحضارية، وإظهار التأثيرات المختلفة والعلاقة بينها وبين نظيراتها بمدن المشرق الإسلامي مثل القاهرة ودمشق، وتوضيح مدى التواصل الحضاري بين هذه المدن في ضوء التبادل الفني والمعماري من خلال ما تبقى بها من عمائر دينية أثرية.

الكلمات المفتاحية

تلمسان؛ عهد المرابطين؛ العمران؛ المعمار الديني؛ العالم الإسلامي.