رؤى تاريخية لألبحاث و الدراسات المتوسطية
Volume 5, Numéro 1, Pages 08-38
2024-01-31

الإمام نافع المدني: سلطان القراء وشيخ القراءات القرآنية في المغرب الإسلامي

الكاتب : القايدي محمد .

الملخص

ملخص: تعتبر "قراءة نافع المدني"من القراءات المتواترة التي عرفت انتشارا كبيرا بلاد المغرب الإسلامي حتى عدّها البعض صحبة المذهب المالكي من العوامل الرئيسية المكونة للانسجام الديني والوحدة المذهبية التي تمتاز بها هذه المناطق، وهو ما ساهم في استقرارها السياسي والاجتماعي ونبوغها الحضاري. فقد مثلت هذه القراءة علامة ثقافية بارزة وفاعلا حضاريا نشيطا صقل وهذب لسان شعوب هذه المناطق وحفظ لها هويتها الحضارية وثبّت مرجعيتها العربية الإسلامية. فبها عرف النّاس القرآن وعبرها اكتشفوا لغة الضاد فتعرّبت الألسن وأسلمت الأنفس. وكان للعالم الجليل والمؤسس (الإمام نافع المدني) الفضل الكبير في شيوع صيت هذه المدرسة وشهرة تلاميذها ورواتها في الآفاق فهو الذي ورث علم الصحابة والتابعين وعاصر الأئمة الأربعة المشهورين وتتلمذ على يديه العشرات من الرواة الخيرين المتميزين فانتشروا في الأمصار فاتحين ومعلمين. ولجهودهم صنفت المؤلفات وبالنثر والشعر أُثريت المدونات فتركوا لنا إرثا نفيسا فاق كل التوقعات. ويتطلع الباحث من هذه الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف منها: تسليط الضوء على هذه القراءة القرآنية ومؤسسها مع إبراز أبعادها الثقافية ودلالاتها الحضارية وقد اعتمد الباحث في دراسته لتحقيق هذه الأهداف على المنهج التاريخي والتحليلي من خلال سبر غور المصنفات والمؤلفات ذات الصلة بموضوع الدراسة. وفي الخاتمة توصلت الدراسة لمجموعة من النتائج من أبرزها: أهمية هذه المدارس القرآنية تاريخيا واسهاماتها العظيمة في صقل اللسان العربي والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية وهي مهمة تزداد أهمية في العصر الحاضر، عصر العولمة والغزو الحضاري مما يدفع المؤسسات الرسمية إلى إعادة بناء استراتيجياتها التعليمية والثقافية على ضوء متطلبات العصر وتحديات الحاضر. The reading of Nafeh al-Madani is considered one of the frequent readings that were widely known in the Islamic Maghreb, until some considered the companions of the Maliki school of thought one of the main factors constituting the religious harmony and sectarian unity that characterize these regions, which contributed to their political and social stability and their civilizational brilliance. This recitation represented a prominent cultural sign and an active civilized actor who polished and refined the language of the peoples of these regions, preserved for them their civilized identity, and established their Arab-Islamic reference. Through it, people knew the Qur’an, and through it they discovered the language of adversity, so tongues became Arabized and souls became Muslim

الكلمات المفتاحية

نافع المدني، القراءات، الغرب الإسلامي، القرآن الكريم، القراء. ; Nafeh al-Madani, readings, the Islamic West, the Holy Qur’an.