Insaniyat
Volume 10, Numéro 3, Pages 31-60
2006-09-30

ديار المدينة العتيقة بالمهدية: من الدار "التقليديّة" إلى توافد الفئات المرفهة واكتساحها للمدينة النواة

الكاتب : Khouaja Ahmed .

الملخص

يمثل المقال دراسة سوسيولوجية أنثروبولوجية لديار المدينة العتيقة بالمهدية بتونس. ومن خلالها حاول المؤلف أن يقدم الحالة التي أضحت عليها الديار في الفترة الراهنة حيث لاحظ اهتماما متزايدا بالمدينة العتيقة وحركية بيع وشراء نشيطة داخلها ورجوعا للفئات المرفهة للسكن بديارها، ولو بصفة عرضية، فضلا عن تحوّل بعض فضاءاتها (ديار مهجورة، مخبزة متروكة ومحلات قديمة) إلى أماكن ترفيهية وتجارية تستقطب العديد من السيّاح والزوّار. تهدف الدراسة إلى رصد مراحل القطيعة في علاقة أهالي المدينة بنواة مدينتهم انطلاقا من الفترة التي سبقت انتصاب الاستعمار الفرنسي بالبلاد التونسية ووصولا إلى الفترة الحالية التي، خلافا للفترات السابقة التي أصبحت فيها المدن العتيقة، لا في تونس فقط بل في العالم بأسره، تحظى باهتمام السياسات الحضرية والدوائر الأمميّة في فترة تحوّل فيها التراث المادي واللاّمادي بما فيه التراث المعماري إلى نوع من الهوس والعشق الذي يصبح مدعاة تساؤل للباحثين في العلوم الإنسانية. انتهى المؤلف في رصده للمراحل الكبرى التي مرت بها ديار المدينة العتيقة في مسار تأليفها بين متغيرات الزمان وثوابت المكان إلى القول بأن "الديار" بمعمارها وطريقة هندستها وبنائها وأثاثها ومتساكنيها ترشدنا إلى مجتمع يتغير من الداخل ولكن يحافظ على مقومات هويته. كما وصل المؤلف إلى اعتبار أن فضاء ديار "برج الرأس" هو مخبر تلاقي أنماط عمرانية متنوعة تصل إلى حد التضارب والتضاد لكنها لم تقدر هذه التركيبات المعمارية الأصيلة والوافدة على إلغاء جوهر الدار أي العلاقات العشائرية، أو على الاندماج كليا في الأنماط المعمارية الوافدة والدخيلة، وهي ربما صفة تتٌحد فيها مدن المغرب العربي في تلاقحها المفترض مع مدن الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط منذ القرن السابع عشر.

الكلمات المفتاحية

مدن الذاكرة ؛ تثاقف ؛ تحوّلات اجتماعيّة ؛ فضاء خاص ؛ فضاء عام ؛ مدن تقليديّة ؛ تراث ؛ هويّة.