المعيار
Volume 27, Numéro 5, Pages 1155-1173
2023-09-15
الكاتب : قاري عبد الرحمان . بن الذيب فؤاد .
مرت التنمية المستدامة بعدة مراحل حتى أصبحت تعبر عن ما تعبر عنه الآن؛ فقد كانت الدولة الإسلامية في العصور الوسطى سبّاقة في مجال التنمية، وقبلها في صدر الإسلام، أين كانت هذه التنمية موجودة كفكر، ومبادئ، ومنهج، في سبيل تحقيق الحياة الطيبة، ولكن كمصطلح مضبوط لم يظهر إلا مع ظهور العلامة ابن خلدون- رحمه الله- تحت مسمى "العمران" في كتابه المقدمة أواخر القرن الثامن عشر ميلادي، إلى أن جاءت مؤتمرات التنمية المستدامة قصد صياغة هذه العملية في مصطلح يعبر عنها بغرض إزالة الغموض المحيط بها، وفتح مجال البحث أمام المهتمين من أجل تطويرها والتمييز بينها وبين التنمية، ذلك أن التنمية المستدامة تحمل في معناها ما هو أكبر من التنمية؛ وعليه فقد جاءت هذه الورقة البحثية قصد تبيان الأصل الحقيقي للتنمية المستدامة، وجذور العملية باعتبار التطبيق، ثم التسمية، لتخرج بعدة نتائج أهمها: - إن الجذور التأصيلية للتنمية المستدامة مرتبطة مباشرة بالإنسان، هذا الأخير الذي يرجع في أصل خلقته إلى الإسلام، مصداقا لقوله تعالى:﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ﴾، وقوله –صلى الله عليه وسلم-: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه».
التنمية ; الحياة الطيبة ; منظمة الأمم المتحدة ; أبعاد التنمية المستدامة ; البيئة
مسيكين جمال الدين
.
صاحبي وهيبة
.
ص 151-174.