جسور المعرفة
Volume 3, Numéro 10, Pages 376-389
2017-06-01
الكاتب : عبد القادر حمراني .
يحتلّ الإمام عبد القاهر الجرجاني بما دبّجه في كتابيه: أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز مكانة متميّزة في البحث الأسلوبي بفعل ما تميّز به من عمق في التنظير والتطبيق للدّرس البلاغي الحيّ وحسبه في ذلك أنّه واضع علمي المعاني والبيان، ومرسي دعائم نظرية النّظم التي شهدت له بعبقرية فذّة في الجمع بين العلم والفنّ والذّوق الرفيع. لقد أضفى هذا الألمعي على البحث البلاغي لمسات فنية عكسها منهجه التحليلي الجمالي الذي سعى من خلاله إلى استنطاق عوالم النّص وسبر أغواره للوقوف على خصائصه الأسلوبية المشحونة بألوان الانزياح الذي تتجلّى على إثره سمات المبدع الفارقة له عن غيره، وهو ما أكّدته الدراسات الأسلوبية المعاصرة حينما جعلت الأسلوب كاشفا لنمط التفكير عند صاحبه. وقد تعمّقت نظرته إلى الأسلوب الذي كان يعتبره " الضّرب من النّظم والطريقة فيه." وينفي أن يكون مرجع بلاغة الخطاب إلى اللفظ على حدة، أو إلى المعنى الغفل، أو إلى الصّوّر البيانية بمنأى عن مكانها من النّظم. إنّما مردّ ذلك إلى الأسلوب القائم على توخّي معاني النّحو وحسن التأليف بين الوحدات التي يجمعها حسن الصياغة والتحبير. ولتمثّل ذلك الأمر لابدّ من معرفة أسرار النّظم ودقائقه ووجوهه. وما يترتب عن نسق الخطاب من أثر في نفسية المتلقي. ولمّا كان قد حاز قصب السبق في هذا المجال، وجمع فأوعى، وأجاد فأفاد جاء هذه المحاولة لتكشف عن جانب هامّ من جوانب التفكير الأسلوبي الذي انطبع في أعماله التحليلية التي تعكس عقلا بديعا يشفعه حسّ مرهف، وذوق بلاغي أصيل عزّ أن نجد له نظيرا.
الفكر ;الأسلوبية; عبد القاهر الجرجاني;
وليد بوعديلة
.
ص 375-390.
جمعي لمين
.
ص 175-189.
بحري نوارة
.
ص 136-156.