معالم
Volume 3, Numéro 2, Pages 133-146
2011-10-01
الكاتب : عمر نقيب .
لقد طُلِب مني أن أتحدث عن "إعداد الإنسان الماليزي وتأهيله لمواجهة تحديات العولمة في آفاق 2020" ولم يبق لبلوغ هذا الموعد إلا عشر سنوات من الزمان. لست متأكّدا ممّا سوف أقول لكم، هل أصيب أم أجانب الصواب؛ غير أنه يغلب على ظنّي أنني قد لا أكون بينكم في ذلك التاريخ لأتأكّد من صحة رؤيتي أو عدم صحتها لأبادر من ثمّ إلى تصحيحها. إنّ العولمة ليست وليدة هذه الأيام. فقد بدأت إرهاصاتها الأولى في الظهور منذ زمن بعيد؛ وبالتحديد سنة 1492 ميلادي عندما استطاع كريستوف كولمبوس (1451 - 1506) تجاوز المحيط الأطلسي واكتشاف الفضاء الغربي، بعد فترة وجيزة من وصول فاسكو دي غاما (1469 - 1524) إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، ومن ثم الإبحار في المحيط الهندي لاكتشاف الهند "الحقيقية" ومن بعد ذلك، بطبيعة الحال، جنوب شرق آسيا وشرق آسيا. وبسبب هذه الاكتشافات الغربية شهد العالم منذ ذلك التاريخ تغيرات تاريخية عميقة. إنّ هؤلاء الغربيين، لما وصلوا إلى هذه المنطقة من العالم، لم يحملوا معهم الأموال فقط لشراء "توابل" الشرق الأقصى؛ وإنّما حملوا معهم أيضاً إرثا ثقافياً، وأسلوب حياة وأنظمة وقوانين سبق لهم أن اعتمدوها في بناء حضارتهم.
ماليزيا - العولمة - افاق 2020
صليحة بن سباع
.
الصالح بوعزة
.
ص 136-153.