الموروث
Volume 1, Numéro 1, Pages 79-90
2012-10-01
الكاتب : محمد رمضان .
يعتبر الأدب الشّعبيّ أحد أشكال هذه الثّقافة الشّعبيّة؛ وهو الآخر فتح له مجالا واسعا للدّراسة والبحث والتّنظير والتّأسيس له بعدما كان حبيس أفكار إيديولوجيّة خاصّة، فالأدب الشّعبيّ وما يندرج تحته من أشعار وقصص وحكايات وأمثال ونكت وتعابير شفويّة أخرى؛ آيل إلى الانقراض والزّوال و الاندثار، لأنّنا في عصر طغت فيه الآلة والتّكنولوجيّا من وسائل سمعيّة وبصريّة وقنوات فضائيّة كثيرة ووسائل الاتّصال بمختلف أنواعها؛ دون أن ننسى الصّحف والمجلات اليوميّة والأسبوعيّة الّتي حلّت محلّ المثال والقصاص والنّكات والمدّاح والشّاعر والرّاوي الشّعبيّ وغيرهم. إنّ ثقافتنا تزول يوما بعد يوم؛ تزول بزوال الشّيوخ والرّواة والقصّاصين والشّعراء وكلّهم خزّان لا يتجدّد من الأفكار ومكتبة خامّ لا نعرف قيمتها إلاّ إذا افتقدناها؛ فعلينا أن نسارع في الحفاظ على ما تبقّى منها بالكتابة والتّدوين والدّراسة والتّسجيل بالصّورة والصّوت والتّشهير بثراتنا في مختلف وسائل الإعلام والملتقيّات والمنتديّات على أنّه جزء نعتزّ به من هويّتنا وكياننا، وبهذا نكون قد حافظنا وحفظنا على ما تبقّى من ذاكرة أسلافنا، ولعلّ أخذ القليل خير من ضياع وترك الكثير. ومن أبرز فنون الأدب الشّعبيّ: الشّعر الشّعبيّ الّذي كان وسيظلّ يعبّر عن آلام وآمال الطّبقات الشّعبيّة بكلّ درجاتها ومراتبها، يعبّر عن أمانيها وهمومها، عن أفراحها و أقراحها؛ إنّه باختصار نابع من عمق المجتمع نفسه؛ فهو خالد خلود المجتمع، ولقد أخذت دائرته تتّسع بفضل جهود أهل الاختصاص وذوي الكفاءة في هذا الميدان من باحثين وكتَّاب وشعراء وغيرهم. والشّاعر سيدي لخضر بن خلوف يعتبر من أهمّ أعلام الشّعر الشّعبيّ الجزائريّ، وقطب من أقطابه؛ ولكن للأسف فإنّ كثير من أبناء هذا الوطن يجهل هذه الشّخصيّة لا يعرفون بأنّه شاعر ومجاهد، وما يعرفون عنه سوى أنّه وليّ صالح.
المقوّمات;الأخلاق ;شعر; لخضر بن خلوف.