الخطاب
Volume 9, Numéro 18, Pages 53-88
2014-06-01
الكاتب : حافظ إسماعيلي علوي . الملاخ امحمد .
ينبني الخطاب العلمي على آليات استدلالية متنوعة تُستعمل في مقام إنتاج الخطاب وتبليغه على حد سواء، ولذلك فإن سيرورة بناء المعرفة العلمية هي سيرورة تفاعلية ودينامية تتداخل فيها مسارات البناء المفاهيمي لصرح المنظومة العلمية بمسارات التدليل والحجاج لتمتين منظومة الفرضيات والمبرهنات في النسق العام للخطاب العلمي. ويعد مقام التدليل وبناء الحجة من أهم المقامات في المنظومات العلمية؛ لأن العالم لا يكتفي فقط ببناء الفرضيات وصياغة المنظومة المفاهيمية، بل يسعى إلى تحصين بنائه النظري بجهاز استدلالي تحتل فيه الحجة موقعا بارزا، ولا تختلف في ذلك العلوم الإنسانية عن العلوم المسماة صلبة (العلوم الحقة)، فكلاهما يسعى إلى بلوغ مقامات تدليلية محددة. وتعد اللسانيات من أبرز المجالات التي حذت حذو العلوم البحتة، سواء فيما يتعلق بسيرورة البناء المفاهيمي أو النمذجي، أو فيما يخص استعمال روائز التجريب وتقنيات الاستدلال، حتى غدت الحدود الفاصلة بين ما ينتمي لدائرة العلم الإنساني وما ينتمي للعلوم البحتة مصطنعة. فالخصائص التي تحددت بموجبها العلوم الحقة مثل التجريد والصورنة والترييض وروائز التجريب...، غدت سمات مميزة للسانيات وللعلوم الإنسانية بشكل عام. وفي هذا السياق نروم مقاربة الوضع الابستمولوجي للحجة في التنظير التوليدي بالاستناد إلى تصور بوطا Botha، وخصوصا في أعماله الأولى التي ستشكل منطلقنا لمراجعة مجموعة من التصورات المغلوطة في مجال اللسانيات.
--
خرشوش عبد الحكيم
.
ملاوي صلاح الدين
.
ص 156-176.