مجلة الدراسات التاريخية
Volume 24, Numéro 2, Pages 123-158
2023-03-09

الخليفة النَّاصر لدين الله العباسي (575-622هـ\ 1179-1225م) وجهوده في توحيد الجبهة الداخلية

الكاتب : القدحات محمد عبد الله .

الملخص

تولى النَّاصر لدين الله الحكم في مرحلة حرجة من عمر الخلافة العباسية، حيث بدأت بوادر التحرر من سيطرة السلاجقة تؤتي أوكلها. تلك الجهود بدأت مع عهد الخليفة المقتفي، وكللت في عهد النَّاصر عام (590هـ\ 1193م) تولّى النَّاصر الحكم والمجتمع منقسم على نفسه أحزابًا متنافرة، مقرونا ذلك بغياب دور العلماء والتي تعد بمثابة " الفئة الضابطة" لمسيرة المجتمع، حيث انحاز كل منهم إلى أتباع مذهبه. هذا الفراغ أدى الى بروز قوى شعبية كحركات الفتوة التي عبرت كل منها عن مصالح فئات أو أشخاص، تتقاتل وتتصارع لتحقيق أهدافها، مما انعكس سلبًا على وحدة المجتمع واستقراره. في هذا الجو القلق تولى النَّاصر الحكم، وكان عليه أن يمارس صلاحياته ومسؤولياته على أنه خليفة للجميع، فقد رسم سياسته على تقريب الفئات المختلفة، وإعادة دمجها. بدأ بالعلماء بكافة مذاهبهم وأطيافهم، وكذلك المتصوفة بشتى اتجاهاتهم بل لجأ في البدايات إلى " مداراتهم" إلى أن استطاع جمعهم كقوة فاعلة وداعمة لجهوده، ثم عمل على السيطرة على القوى الشعبية المسلحة (تنظيمات الفتوة) بعد أن روَّض زعمائها، مما دفعه عام (604هـ\ 1207م) إلى إصدار مرسوم خلافي يقضي بتوحيد هذه التنظيمات بمنظمة واحدة تأتمر بأمره، ينظمها ويضبط عمل أفرادها دستور، صاغه الفقيه ابن المعمار والذي عرف بـعهد " الفتوة". وقد انعكست تلك السياسة إيجابيًا على علاقاته مع الأقاليم الإسلامية لا سيما مع الدولة الأيوبية.

الكلمات المفتاحية

الخلافة العباسية، النَّاصر لدين الله؛ بغداد؛ الفتوة؛ السلاجقة.