الاكاديمية للدراسات الاجتماعية و الانسانية
Volume 15, Numéro 1, Pages 21-34
2023-01-31
الكاتب : رقاد أحمد . رحماني بلقاسم .
الثورات المعرفية والعلمية التي حدثت خلال القرنين التاسع عشر والعشرين حملت في طياتها انقلابات منهجية كبرى مست العلوم الإنسانية، بما فيها مناهج علم التاريخ، وبالأخص التاريخ التوراتي، الذي يمّر الآن بأزمة منهج حادة. بسبب العلاقة الوثيقة بين النص التوراتي الأسطوري والأيديولوجية اليهودية. فمن المؤكد أن العوامل السياسية لعبت دورًا حاسمًا في إعادة بناء الماضي المتخّيل لإسرائيل القديمة بالرجوع إلى نصوص العهد القديم المزوّرة. إذ شاركت الدراسات اللاهوتية التوراتية في عملية كتابة التاريخ وتزويره منذ العصور القديمة. فأنشأت جغرافية وقصة خاصتين بالحدث التوراتي تداخلت فيها ثقافات شرقية متنوعة شّكلت مع الوقت نظرة اليهود للتاريخ. يمكن القول أن التاريخ التوراتي كتب وفق رؤية الحركة الصهيونية لتبرير وجود الشعب اليهودي على أرض فلسطين، ومع غياب المبررات العلمية سقطت الدراسات الأكاديمية اليهودية في فخ الدراسات اللاهوتية التوراتية ما أنتج أزمات إبستيمولوجية كبيرة. فهناك استخدام ممنهج لعلم الآثار (الآركيولوجيا) من قبل اليهود، وتنسيق بين الدوائر الحكومية والأكاديمية لتوثيق البحوث الأثرية المتعلقة بالعهد القديم، من أجل توجيه الأطروحات التوراتية التقليدية ودعمها ورفض أي جغرافية بديلة في وقت تعالت فيه أصوات بعض المؤرخين تندد بكتابة تاريخ من هذا النوع. وهذا المقال المتواضع، يهدف إعادة صياغة وقراءة بعض المرتكزات التي يقوم عليها تاريخ اليهود القديم ودحض الايديولوجيا التي تسوّق لها المدرسة اليهودية التوراتية.
التاريخ التوراتي -الآركيولوجيا -اللغة العبرية- فلسطين- العهد القديم
طوبال فاطمة الزهراء
.
ص 24-34.