لغة كلام
Volume 9, Numéro 1, Pages 274-289
2023-01-10

من الآسكيس إلى اللوحة النهائية: صعوبة تحويل الفطري إلى منوال معقلن

الكاتب : الطريشيلي نزار .

الملخص

إن وضع مرحلة التحضير للوحة تحت مجهر البحث وإعادة تناولها بنفس تلك الوسائل التحليلية التي نقرأ بها الوسائل التحليلية المخصصة للعمل النهائي يتضمن تضايفا غير معتاد عليه بين الأثر المكتمل و"الآسكيس" التي مهدت لظهوره. غير أن أغلب هذه الدراسات التي اشتغلت على هذه العلاقة "الضديّة" وجدت في "الآسكيس" تحيّزا منطقيا نحو التعبير الفطري والإنتاج الإبداعي المباشر، وهو ما يتوافق مع مهمة الفن في رد الاعتبار لرهافة الوجود البشري ونظارة التفكير التلقائي بمنأى عن سطوة القواعد والمرجعيات المتيبسة على منوال بعينه. بهذا المعنى تستسيغ الحداثة الاحتفاء بتلك المنجزات المحضرة المقيمة في منطقة "الفطرة" المشبعة بقيم الحرية المطلقة بعيدا عن التزامات اللوحة الممضاة. فـ"الآسكيس" رغم عدم اكتمالها هي سيدة نفسها عند صياغة مضمونها القرافيكي وإحالاته التعبيرية، فهي شكل إبداعي فطري ينضوي تحت لواء التجريبي واللامتوقع وعلى الفنان ملاءمة هذا المضمون مع جملة المؤثرات المتدخلة في الشكل النهائي للوحة التي تطلب العرض والاستعلان. على هذا الأساس يعالج البحث ذاك المسار الانشائي الذي يتنقل بين لحظة تفكيرية إبداعية فطرية وبين لحظة أخرى يطغى عليها ذكاء مُدجّن يبحث عن صيغة، لا تزال غير محددة، لشروط اكتمال العمل الفني.

الكلمات المفتاحية

الآسكيس، العمل الفني، الفطري، المكتمل، منوال معقلن