AL-Lisaniyyat
Volume 0, Numéro 1, Pages 42-56
1971-06-15

الوعي بالاختلاف في الكتابة اللسانية لدى عبد الرحمن الحاج صالح

الكاتب : منصر يوسف .

الملخص

تصنف تجربة الأستاذ عبد الرحمان الحاج صالح رحمه الله في تعامله مع التراث اللغوي العربي، ضمن المرحلة الثالثة من مراحل البحث في التراث اللغوي، وهي مرحلة التفسير أو المرحلة النقدية، فهي لم تدرج في برنامجها نشر التراث (مرحلة الإحياء) ولا التعريف به وبرجالاته (مرحلة الوصف)، بل استهدفت «تمحيص التراث وتحليله تحليلا نقديا قصد استكشاف خصائصه وتوضيح أسسه النظرية والمنهجية ووضعه في إطار الفكر الإنساني عامة» وفي سياق هذه المرحلة يمكن القول بأن الحاج صالح لم يقصد في تعاملهم مع التراث اللغوي إلى تمجيده أو إعادة إنتاجه بحلة جديدة دونما تحديث أو إضافة، كما لم يكن الهدف تفويقه على ما جاءت به اللسانيات الحديثة، وإنما الغاية إبراز خصوصية النظر اللغوي العربي إزاء الظاهرة اللغوية إذا ما قورن بالنظر اللغوي الحديث. وإلى جانب كتابات الحاج صالح يجد القارئ كتابات عربية لسانية أخرى تأسست على فكرة "الاختلاف عن الآخر"، وسارت في المنحى نفسه؛ فبشّرت بميلاد خطاب حداثي، تجلت أهميته في كونه استطاع أن يتجاوز مسألة الهوية والتأصيل إلى مسألة الاختلاف الذي يقصد به إبراز خصوصيات الذات في مقابل الآخر، والبحث عن نمط جديد لا يكون بالضرورة نمطًا غربيا، بل ينطلق من تأسيس اختلاف مع الغرب، وهو اختلاف يتأسس على الخطاب الموروث. وعليه فهذا المقال مؤسس على فرضية مفادها أن الخطاب اللساني لدى الأستاذ عبد الرحمان الحاج صالح – رحمه الله – انبنى في جله على مقولة أصولية (تمثل أصلا من أصول خطابه اللساني) يمكن تسميتها بمقولة الاختلاف، إذ يلتقط الباحث من داخل متنه الخطابي اللساني أمارات دالة على انبعاث الخطاب من التسليم بالاختلاف كمبدأ عام لا يلبث أن يتجلى وفق بعدين اثنين، أولهما بين مواد التراث اللغوي العربي القديم فثمة «تراث وتراث» ، وثانيهما بين التراث اللغوي العربي واللسانيات الحديثة، وهو البعد الذي أخصه بالمعاينة تاركين البعد الأول لدراسة مفصلة أخرى في قابل الأيام بحول الله.

الكلمات المفتاحية

الأستاذ عبد الرحمان الحاج صالح - مع التراث اللغوي العربي-خصوصية النظر اللغوي العربي