متون
Volume 15, Numéro 4, Pages 40-105
2022-09-15

سؤال العقل والإيمان عند ليبنتز بين العقلانيّة التبريريّة والنزعة التلفيقيّة

الكاتب : السيد علي غيضان .

الملخص

حاول ليبنتز أن يقيم نوعًا من التوافق العقليّ بين الإيمان والعقل، فعاد بالفلسفة الحديثة إلى فلسفة العصور الوسطى؛ إذ سعى مُقَدَمًا لتأسيس الإيمان على العقل انطلاقًا من نظريته في المعرفة إلّا أنّه اصطدم بعقائد المسيحيّة النوعيّة. فشعر بعدم القدرة على إقامة البرهان على توافق العقل مع عقائد الإيمان المسيحي، فانشغل بعقلانيّة تبريريّة تضع بعض حقائق الدين من الغوامض اللاهوتيّة والأسرار العقائديّة غير المعقولة فوق العقل، وتستهدف الإجابة والتوفيق والتبرير والانحياز المسبق لعقائد الدين المسيحي ما أمكنه الأمر. فإذا أعوزه التبرير العقلانيّ لجأ إلى التلفيق بمعانيه المختلفة؛ سواء أكان بمعنى الجمع بين الآراء المختلفة حتى تؤلف مذهبًا واحدًا، أو بمعنى النظر في الأشياء المعقدة نظرًا سطحيًا؛ ليتم التلفيق بين ما هو عقلاني وما هو غير عقلاني في مذهب واحد. فأخذ يرفع ما لا يمكن تعقله فوق العقل مفرقًا بينه وبين ما يناقض العقل؛ في تفرقة تعكس بوضوح عجز العقل عن فهم العقائد الإيمانيّة. ولذلك لم يكن غريبًا أن يستعين ليبنتز بالشك الفلسفي في العقل؛ ليعكس عجزه بمفرده عن اكتشاف الحقيقة. ومن ثم كشفت علاقة العقل بالإيمان عند ليبنتز عن عقلانيّة تبريريّة تستهدف تقديم إجابات تبريريّة للإشكاليات الدينيّة حتى يستكين لها المؤمن بعيدًا عن تلك العقلانيّة النقديّة التي تنتهج النقد، والتفسير، والفحص، والتأويل، والتفسير ناشدة الحقيقة لذاتها، ونازعة للقداسة الزائفة عن كل ما هو دنيوي. لينتكس ليبنتز بالفلسفة الحديثة التي اتخذت من العقل إمامها الأوحد في عصره- فيما يتعلق بفلسفة الدين- إلى رؤية ماضوية تعود إلى فلسفة العصور الوسطى، وينتهي به الأمر كرجل من رجال اللاهوت وُجِدَ في عصر التنوير

الكلمات المفتاحية

ليبنتز – العقل- الإيمان – اللاهوت- فلسفة الدين- التبرير – التلفيق