مجلة المجمع الجزائري للغة العربية
Volume 18, Numéro 1, Pages 47-66
2022-06-30

البنية الحجاجية للأجوبة المسكتة في النثر العربي القديم

الكاتب : المدني علي كاظم علي .

الملخص

الجَوابُ المُسْكِتُ فَنٌّ نَثْرِيٌّ عربيٌّ ظَهَرَ الاهتمامُ بهِ في القَرْنِ التاسعِ الميلادي، فعُرِّف به وأُلِّفَتْ فيهِ كُتُبٌ مُسْتَقِلَّةٌ، وكانَ لِهذِهِ العِنايةِ أَثَرُها في بَقاءِ الكثيرِ من نَمَاذِجِهِ؛ لأنَّهُ فَنٌّ قَوْلِيٌّ شِفاهيٌّ يُمَثِّلُ أُنْمُوْذَجًا فريدًا من نَوْعِهِ في النثر الفني العربي، وتَكْمُنُ فَرَادَتُهُ في أنَّه جَمَعَ أَكْثَرَ سِمَاتِ البلاغة ومعاييرِ الجَمالِ الفنّيّ التي حُدِّدَتْ وقُنِّنَتْ في عُصُوْرِ ظُهُوْرِهِ وازدهارِهِ؛ فهو مُوْجَزٌ إيجازًا شديدًا، وبليغٌ، ومُؤَثِّرٌ إلى درجةٍ كبيرةٍ، وأَدَاؤُهُ لِوَظِيْفَتِهِ التَّأْثِيريَّة الحِجَاجيَّة يُؤَكِّدُ كَفَاءَتَهُ التَّداوليةَ العاليةَ. وقد كانَ للبيئةِ التي أُنْتِجَ في إطارِها أثرٌ كبيرٌ في اتّصافِهِ بهذهِ المميزات التي وقفْنا عندَها، ولعلَّ أهمَّها أنَّ السائلَ يرغبُ في وضْعِ المسؤول بموقفٍ مُحْرِجٍ والسخرية منه، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ المُجِيْبَ سَيَنْتَهِجُ الأسلوبَ نفسَهُ وبدرجةٍ من السخرية عاليةٍ جدًّا دفاعًا عن نفسه أولًا، ودَحْضًا لأطروحةِ السائلِ ثانيًا. حاولْنا في هذا البحث أنْ نقفَ عند الطبيعةِ الحِجاجِيَّة لهذا الفن التي تختلف عن أنماطِ الحِجاجِ في الفنونِ القوليةِ التي تعتمدُ على المحاورةِ المبنيةِ على السؤال والجوابِ، وتَبَيَّنَ لنا أنَّهُ نَمَطٌ خاصٌّ لا يَسْمَحُ فيهِ المُجِيْبُ باستمرارِ سِلْسِلَةِ الحِوار أو تَعَدُّدِ الحُجَجِ، بل يحاولُ جاهدًا أنْ يُغْلِقَ الحِوارَ، ويُسْكِتُ السائلَ الذي تُحَرِّكُهُ الرغبةُ في وَضْعِ المسؤولِ في مَوْقِفٍ مُحْرِجٍ أو لإضحاكِ الآخرينَ منه؛ فهو رَدُّ فِعْلِ المُجِيْبِ على ذلك، ومِنْ ثَمَّ يَسْعَى المُجِيْبُ إلى الغايةِ نفسِها أيْ إحراج السائل والسخرية منه. وقد اتَّخَذَ لذلك وسائلَ بلاغيةً وتداوليةً متنوعةً أشرْنا إليها في هذا البحث.

الكلمات المفتاحية

الحجاج ; مسكت ; ت ; اصل لساني ; التدا ; لية ; الأج ; بة