مجلة العلوم الإسلامية
Volume 1, Numéro 1, Pages 47-102
2019-06-30

دور التفسير والبعد التجديدي لمشروع النهضة من منظور باديسي

الكاتب : نادية وزناجي .

الملخص

انطلق الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس في منهجه الإصلاحي من النص القرآني ليلقي بظلاله على شتى مجالات حياة الأمة الإسلامية عموما والأمة الجزائرية على وجه الخصوص. مما جعل هذا المنهج يتسم بالواقعية انطلاقا من النص القرآني. كانت هذه القناعة لدى الإمام -أنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها- ملازمة له في مسيرته الطويلة مع القرآن الكريم مفسرا مصلحا. ذلك أنه عرف رسالة القرآن الكريم ووعاها وأدرك أن الإصلاح لا يمكن تحقيقه بمعزل عن الواقع أو انطلاقا من الخيال والشعارات الرنانة. كيف لا وهو القائل في معرض التأكيد على عملية تكوين الفرد المسلم وبنائه بناء متكاملا متماسكا فقال:«إننا والحمد لله نربي تلامذتنا على القرآن من أول يوم، ونوجه أنفسهم إلى القرآن في كل يوم، وغايتنا التي ستتحقق إن شاء الله، أن يكون القرآن منهم رجالا قرآنيين كرجال سلفهم، وعلى هؤلاء الرجال القرآنيين تعلق هذه الأمة آمالها، وفي سبيل تكوينهم تلتقي جهودنا وجهودها...». مما يؤكد أنه أدرك أثر رسالة القرآن وفعلها في النفوس فقال:«إذا أردت أن ترقى في درجات الكمال، وتظفر بأنواع الإنعام، وتزكي نفسك الزكاة التامة فعليك بهدي القرآن، فهو بساط القدس ومعراج الكمال ومائدة الطعام». مؤسسا بذلك لمشروع نهضة واقعي؛ لأنه عرف أن الذين بنوا حضارة شاهدها التاريخ في الصدر الأول من سلفنا، لم يكونوا صالحين بالطبع والجبلة، وإنما أصلحهم القرآن لمّا اعتصموا به، واهتدوا بهديه وترجموه إلى أخلاقهم وسلوكهم العملي. انطلاقا من هذه المسلمات رأى الإمام ابن باديس أن العودة بالأمة إلى هذا الكتاب المبين أمر واجب يفرضه واقع الأمة الأليم، الذي أفضى إليه هجر القرآن والبعد عن هدايته. عرف كل ذلك فتصدى لتفسير القرآن، والكشف عن حقائقه وهدي الأمة إلى منابع هدايته طيلة خمس وعشرين سنة، مؤسسا بذلك لمشروع نهضة بالجزائر يتسم بالواقعية ويدور حول ثنائية محورين أساسيين هما: النص والواقع. ولهذا رد على سؤال من سأله عن عدم تدوين تفسيره: « شغلنا بتأليف الرجال عن تأليف الكتب».

الكلمات المفتاحية

تفسير؛ النهضة؛ ابن باديس؛ التجديد