مجلة الشهاب
Volume 8, Numéro 1, Pages 615-626
2022-03-15
الكاتب : بولعراس جباري . حمادي هواري .
ملخص: إن التفكير الإستراتيجي ليس وليد اللحظة الراهنة ،وإنما كانت له إرهاصات مع بوزوغ الحضارات القديمة ، والمتأمل لحركة التاريخ يشهد أن الحضارات العظمى لم تنشأ عبثا ، وإنما قامت على أسس وخطط محكمة ضمنت لها الريادة والمكوث أزمنة عديدة، وهذه الأسس كانت مبنية على دراسات نابعة من حكماء عصر كل حضارة يمكن أن نطلق عليها بوادر التفكير الإستراتيجي الأولى، ثم نما هذا المصطلح وتزايد استعماله في الأزمنة المتأخرة ،نظرا للحاجة الملحة التي جعلت المجتمعات المتقدمة تفكر في مخرج لجميع الأزمات المتوقعة ولكن وفق دراسة علمية تتسم بالموضوعية ، حيث تعالج الحاضر وتعتبر بالماضي وتتنبأ بالمستقبل. وإذا كان العصر الذي نحياه اليوم عصر المتغيرات والتسارع الرهيب ،فهو يدعونا في كل برهة إلى التفكير المتجدد في جميع مجالات الحياة ،إننا بالأحرى مجبرون في زمن التخصصات العلمية المنفتحة أن نرسي قواعد للتفكير الإستراتيجي يستمد قوته من الخبرات الماضية ، ومن قراءة اليد الحاضرة ،وذلك لأجل السلامة في المستقبل. والإشكال الذي هو المحك الأساسي هو:هل الدراسة التاريخية للحضارة كاف لبناء تفكير استراتيجي يعالج حاضرنا ويبني مستقبلنا؟ أم الإستشراف في حاجة إلى خطاب غير معقول؟.
المستقبل، التفكير الاستراتيجي، التصوف، التنبؤ