مجلة النص
Volume 8, Numéro 3, Pages 264-281
2021-12-16
الكاتب : شافعي راضية . شافعي أمال .
تَهدِفُ هَذِهِ الدِّرَاسَة إلى تَعْمِيقِ البحثِ في مَسْأَلَةِ: الـنّـقـد الـثّـقـافـي بَـدِيـلًا عَنِ الـنّـقـد الأدبـي، بِاعتِبَار أَنَّ (الـنّـقـد الـثّـقـافـي) مِنْ آخِرِ المُستَجَدّات نتيجة التَّـحَـوُّلَات المُتَسَارِعَة الّتي يَشهَدُهَا العَالـم عُمُوماً وَالوَطَن العَرَبِي خُصُوصاً. وَكانت لِجُهُودِ "عبد الله الغذّامـي" البـحـثـيّـة دَوْرُهَا في تَأْصِيلِ الـنّـقـد الـثّـقـافـي في العَالـم العَرَبِي، وَمَا فَعَلَهُ "عبد الله الغذّامـي" هو اسْتِخْلَاصِ نَمُوذَجٍ نَظَرِي وَإِجْرَائِي عَدَّهُ أَسَاساً نَقْدِيّاً ارْتَكَزَ عَلَيْهِ مَشْرُوعُهُ، وَالّذِي مَسَّ الأدَاةَ النَّـقْـديَّـة الّتي شَهِدَتْ تَوظِيفاً جَدِيداً إِذْ كانت أَدَبِيَّةً وَمَعنِيَّةً بِـالأدَبِي/الجَمَالِي لِتُصبِحَ أَدَاةً في الـنّـقـد الـثّـقـافـي، فَلَا رَيْبَ أَنَّ "الجميل مطلوب وأساسي، ولا شك أن السؤال عنه جوهري وضروري، ولكن ماذا لو أن الجميل الذوقي تحول إلى عيب نسقي في تكوين الثقافة العامة وفي صياغة الشخصية الحضارية للأمة...؟" وَهَذَا مَا لَـمْ يَقِفْ عَلَيْهِ الـنّـقـد الأدبـي وَظَلَّ مُتَغَافِلًا عَنْهُ وَفي الوَقْتِ ذَاتِهِ فَهِيَ مَسْأَلَـةٌ يُمكِنُ لِلْنَقْدِ الـثّـقـافـي أَنْ يَقُومَ بها. فَــ "النقد الأدبـي التزم بالنظر إلى النص الأدبـي بوصفه قيمة جمالية يجري دائما السعي لكشف هذا البعد الجمالي، وتبرير أي فعل للنص مهما كان، تحت مبدأ الأصل الجمالي، مما جعل (الجمال) منتجا بلاغيا محتكرا، وصار للجمالي شرط مؤسساتي، يصنعه السيد الشاعر ويقوم الفعل النقدي بعمليات التسويق والتعميم" وَهَذَا "الالتزام المبدئي حرم النقد من القدرة على معرفة عيوب الخطاب، ومن ملاحظة ألاعيب المؤسسة الثقافية وحيلها في خلق حالة من التدجين والترويض العقلي والذوقي لدى مستهلكي الثقافة وما يسمى بالفنون الراقية والأدب الرفيع" وَعَلَيْهِ تَتَنَاوَلُ هَذِهِ الدِّرَاسَة بِالبَحْثِ الـنّـقـد الـثّـقـافـي بِوَصْفِهِ بَـدِيـلًا عَنِ الـنّـقـد الأدبـي؛ أَيْ كيف أَعلَنَ "عبد الله الغذّامـي" مَوتَ الـنّـقـد الأدبـي وَاعتبار الـنّـقـد الـثّـقـافـي بَـدِيـلًا مَنهَجِيّاً عَنْهُ؟ هَذَا مَا سَوْفَ نُوَضِّحُهُ في هَذِهِ الوَرَقَة البـحـثـيّـة.
الـنّـقـد الـثّـقـافـي، الـنّـقـد الأدبـي، "عبد الله الغذّامـي"، ...
د عبد الله بن قرين
.
ص 188-196.