مجلة إسهامات للبحوث و الدراسات
Volume 2, Numéro 1, Pages 93-120
2017-06-30

الجغرافيا الاجتماعية والفضاء المديني ثنائية الإثني والتمديني: الجالية اليهودية بمنطقة "الحفصية" نموذجا

الكاتب : اليحياوي شهاب .

الملخص

إنّ أيّ تخطيط تنمويّ للفضاء المدينيّ مدعوّ اليوم إلى الاستناد إلى التفكير العلمي حول البعد اللا شكلي للتنمية الحضرية. ويستدعي ذلك مقاربة الفضاء المديني من زاوية الفاعل المديني الذي هو في اتجاه البحث المستعمل للفضاء. ويحتكم الفاعل المديني الذي هو شاغل فضائه الخاص (الدار) والعام (المدينة) إلى تصوّر وتمثّل للفضاء وذاكرة جماعية مثلما إلى رأسمال ثقافيّ ورمزيّ. إلاّ أنّه كفاعل عقلاني يستند في فعله الاجتماعي إلى أهداف وغايات تمارس توجيها لفعله ينعكس في ممارسات المقاومة التي يبديها في مواجهة تحديدات النسق الاجتماعي. يدفع هذا الفعل الذي يمارسه الفاعل على فضائه الخاص منه والعام وانعكاسه على اتجاه التغيّر الموجّه والمنظّم للفضاء المديني والتغيّر الاجتماعي، إلى طرح سؤال إشكالي: أيّ دور للفاعلين الاجتماعيين في توزيع الفضاء المديني والتغيّر الاجتماعي؟ نتناول هذه الإشكالية بالنظر إلى بعدين: العام والخاص. ونقارب كلّ بعد منهما ضمن التحليل السوسيو ـ مورفولوجي على صعيدين: التمثّل والممارسة. ويتحدّد مدلول الفضاء ووظيفته الفعليّة ضمن وعبر الاستعمال الذي تقيمه الذوات الاجتماعية الشاغلة له. وبالتالي نفترض أنّ العامل المدينيّ في متعدّد تمظهراته يكشف عن تداخل الشكلي والمنظّم والموجّه والمخطط مع اللاشكلي والعفويّ والإنسانيّ، أي أنّ الفضاء ـ بمعنى آخر هو خلق جماعيّ وفرديّ، شكليّ ولا شكليّ ونتاج تفاعل التغيير المخطط والمبرمج مع التغيير العفوي الموازي واللاشكلي.

الكلمات المفتاحية

التغير الاجتماعي، التغير المخطط، التغير العفوي، الفاعل المديني، الرمزية الاجتماعية، الجغرافيا الاجتماعية