مدارات في اللغة والأدب
Volume 1, Numéro 3, Pages 110-130
2019-08-27
الكاتب : رابح بن خوية . مولاي مروان العلوي .
تتأسس هذه الورقة على تساؤل جوهري يتمثل في: ما هي الآليات التي بفضلها يبني القارئ العوالم الممكنة التي توجه فعل القراءة، وتنقل النص من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل؟ وهل تمثل العوالم الممكنة استراتيجية تأويلية كافية لبلورة كون دلالي منسجم للنص؟ وهل يتيح بناء العوالم الممكنة إعادة تنظيم عناصر النص بغية الولوج إلى كنهه؟ وكيف يستثمر القارئ معرفته لتأويل النص؟ ينبني هذا البحث على الإفادة التي يمنحها حقل الدراسة النقدية للخطاب لإغناء النظريات التأويلية. وننطلق في ذلك من افتراض مركزي مفاده أن المتلقي "النموذجي" خلال فعل القراءة يقوم بمجموعة من الاستدلالات بناء على آليات يستند إليها في عملية التأويل تنقله من المتاهة التأويلية إلى سيرورة تأويلية محددة. وينطلق في ذلك من بناء عوالم ممكنة تتسم بالانسجام التأويلي من جهة، وقابلة للتحول والتغير خلال تنامي فعل القراءة من جهة أخرى، يستتثمر فيها نماذجه الذهنية ومعرفته الشخصية ، والمعرفة المشتركة.. من أجل فحص هذه الإشكالية، ومختلف الأسئلة الجزئية المتفرعة عنها، ننطلق في المبحث الأول من رصد مظاهر التآلف ومكامن الاختلاف بين التأويل ودراسة الخطاب. وننتقل في مبحث ثان إلى تحديد خصائص القارئ النموذجي كما حددها امبرتو ايكو. ونبسط في مبحث ثالث آليات التأويل المتمثلة في الكفاية الموسوعية والعوالم الممكنة والنماذج الذهنية. ثم نذيل الورقة بتركيب مجمل لما تطرقنا إليه.
التأويل، دراسة الخطاب، العوالم الممكنة، النماذج الذهنية، القارئ النموذجي.