العلامة
Volume 6, Numéro 2, Pages 92-113
2021-08-17
الكاتب : الطيبي كريم .
تهدف هذه الدّراسة إلى مقاربة نوع نثريّ عربيّ قديم من منظور البلاغة الجديدة وما قدّمته من مقولات وأدوات إجرائية، ويتعلّق الأمر ببلاغة الحجاج التي تتتبّع التّقنيات الحجاجية التي يوظفها المتكلّم بهدف استمالة المخاطب والتأثير فيه، وبلاغة الجمهور التي تفتحص أثر هذا الخطاب البلاغيّ الحجاجيّ في المخاطب وطبيعة استجابته وردود فعله. وإذا كانت الأولى أي بلاغة الحجاج ملائمة لمقاربة النّص الأدبيّ العربيّ القديم لما لهذا الإنتاج من أبعاد حجاجيّة ومقاصد تداوليّة، فإن المقاربة الثانيّة تبدو غريبة للوهلة الأولى عن طبيعة هذه النّصوص، خصوصا مع اقتران بلاغة الجمهور بالخطابات الشّفوية المعاصرة وملائمتها للبيئة الواقعية العموميّة والفضاءات الرّقمية . وحتّى نبيّن انسجام المقاربتين مع الخطاب، قيد الاشتغال، اخترنا الانطلاق من محور تجنيس كتاب الإمتاع والمؤانسة بوصفه مسامرات شفوية دارت في مجلس الوزير ابن سعدان وقام أبو حيّان التّوحيدي بتدوينها بعد ذلك في كتاب بطلب من أبي الوفاء المهندس. هذه الخصوصيّة الأجناسية تسمح بشرعية الإنصات لنبض هذا النّص من منظوريْ بلاغة الحجاج وبلاغة الجمهور؛ إذ تسمح لنا الأولى بالوقوف على الاستراتيجيات الحجاجيّة والحِيل الخطابية التي استثمرها المتكلم (التوحيدي) للتّأثير في مخاطبه، وتتيح لنا الثانية تلمّس طبيعة استجابات المخاطب (الوزير ابن سعدان) وأشكال تفاعله مع الخطاب.
استراتيجية ; المتكلم ; المخاطب ; استجابة ; بلاغة