مجلة آفاق للأبحاث السياسية والقانونية
Volume 3, Numéro 2, Pages 177-193
2020-11-15

إعلان حقوق الإنسان والمواطن عام 1789م بين النظرية والتطبيق

الكاتب : هند فخري سعيد .

الملخص

أثار موضوع حقوق الانسان عناية المختصين بالسياسة والقانون والتاريخ على حد سواء فهذه الحقوق ثوابت متعلقة بحياة الانسان منذ الخليقة حتى الوقت الحاضر، الأمر الذي جعل أي مساس أو انتهاك لهذه الحقوق سيؤدي الى فوضى سياسية واجتماعية واقتصادية فكرية في الدولة؛ لذا أصبحت المحافظة على هذه الحقوق وصيانتها من أولويات أية محاولة لتغيير أو تنظيم وضع أية دولة من الدول. فكان ما حصل في فرنسا في نهاية القرن الثامن عشر خير مثال على ذلك ، إذ بدأ التفكير بحقوق الانسان وحرياته الأساسية التي أصبحت مهدورة وضائعة فيها نتيجة لوضعها المربك في كل نواحيها من نظام حكم ضعيف في سلطته وإدارته، وحياة اجتماعية متفاوتة بتفاوت طبقات المجتمع الفرنسي، وتدني بالمستوى الاقتصادي وخلل وعجز فاضح في خزينة الدولة هذه الأمور مجتمعة شكلت صدمة أيقظت بعض العقول الفرنسية الخاملة لينهضوا ببلادهم وينقذوا حقوق الفرد الفرنسي من الضياع فبرزت شخصيات ذات فكر نير لتتلاقى جهودهم ونتاجاتهم الفكرية مع جهود رجال السياسة والثورة، في زمن شاعت فيه نداءات وصرخات تخليص الانسان وحقوقه من أن تهدر أو تسحق في أوربا، مثلما حصل في انكلترا والولايات المتحدة الأمريكية من إعلانات ووثائق صريحة تثبت حقوق الانسان وحرياته. فجاء إعلان حقوق الانسان والمواطن عام 1789م تتويجاً لجهود مفكري وفلاسفة القرن الثامن عشر وصلابة رجال الثورة الفرنسية وجعلهم حقوق الانسان -ليس الفرنسي فحسب بل في كل العالم- هدفهم الأول كون الانسان أداة الثورة وغايتها ومن هنا بدأ السعي لنشر هذه الحقوق وتبنيها في فرنسا وخارجها ومزجها مع أهداف الثورة الأخرى لتكون مثالاً يحتذى به في بقية دول أوروبا والعالم. لكن هل اثبتت الثورة مصداقيتها في هذا الإعلان؟ وهل كانت كفئاً لإعلانه وحمل لوائه؟ وهل كان الانسان وحقوقه فعلاً غايتها ومسعاها أم كانت هناك أهداف خفية وراء هذا الهدف السامي؟ هذا ما حاولنا أن نكشفه بما حفظه لنا التاريخ من حقائق خالفت ما روجه أصحاب المنفعة والغايات الخفية.

الكلمات المفتاحية

حقوق الإنسان، المواطن، الحريات الأساسية،