التّواصل الأدبي
Volume 10, Numéro 2, Pages 157-194
2021-06-30
الكاتب : حسن خلف . عزيز عبد جرمد .
العمل الأدبي صُور صادقة لحالة مُبدعه فرحاً وترحاً وحُبّاً وكُرهاً لِمّا يحْملهُ من شحناتٍ نفسية وحمولات دلالية، تُعطي الصورة الواضحة لخفايا حالات الأنسان الشعورية والتي يحاول الإنسان سترها بصورة وأُخرى، لا تزيدها الأيام إلاّ زوالاً، لذا كانت دراسة شكوى الحُساد عند المتنبي من الأمور ذات أهمية في الدراسات الادبية وسبب أهميتها يرجع إلى أن الدراسات الكثيرة التي أُنجزت عن المتنبي ليس فيها مايُشير إلى ظاهرة الحسد كظاهرة مُلحة وبارزة بحيث تُفرد بدراسة مستقلة، غير أن الدارس لشعر المتنبي يقف على إتجاهات كثيرة تصب¬ في ميدان الشكوى وهنا نعرف مقدار الخلل الذي وقع فيه متذوقو شعر المتنبي أن الشاعر يكشف في شعره عن شخصية يملأها الأعتزاز بالذات والتعالي وهذا ما توحي به قصائد المتنبي ولكن الشكوى وما تعبر عنه من شعور بالضعف والإنكسار تتناقض مع ذلك، لذا جاء هذا المقال ليرصد صور شكوى الحُساد في شعر المتنبي وآثاره النفسية التي عكست إنكسارات الشاعر وإنحناءاته مُدة حياته، فجاء المقال متناولاً بواعث الحسد من خلال سؤال عَلامَ حُسد المتنبي؟ ثمّ ندرس الحُساد وأنماطهم المُختلفة دراسة وصفية – تحليلية. وقد خرج البحث بمجموعة من النتائج من أبرزها: بروز ظاهرة شكوى الحُساد بشكل جلي يلمسهُ كل من يقرأ ديوان المتنبي فلا تكاد تخلو قصيدة من ذكر الحسد بلفظه أو بمعناه ومن الإيماء تارة إلى حُساد ممدوحيه وتارة إلى حُساده.
المتنبي، اسباب الحسد، الشاعرية، المکانة.