دراسات فلسفية
Volume 16, Numéro 1, Pages 7-31
2021-07-04
الكاتب : عيال سلمان عزمي .
منذ العصور القديمة كان هنالك ضربان من تجلِّي اللغة، أحدهما يمكن أن يُطلَق عليه اسم (فنون الكلام)، والآخر هو (خطاب الفكر). فمع الأوَّل لسنا أمام ما يُسمَّى بـ(أدب)، فهذه الكلمة - وفقًا لـ(ميشيل فوكو) - هي حديثة عَهْد في الثقافة الغربية، كما هو حديث في هذه الثقافة اللجوء إلى عَزْل نوع خاص من اللغة، خاصيَّته أنه أدبيّ. ولعل سبب ذلك يعود إلى النظرة السلبية التي تَبنَّاها الفلاسفة تجاه الممارسات الكلامية التي انتقلت باللغة من طور الأداة والوسيلة لتجعل منها غاية بحد ذاتها. فهذا الموقف النقدي للفلاسفة شكَّل عائقًا، في ذلك الزمان، أمام ظهور علم أصبح يُعرَف اليوم بـ(لسانيات الكلام)؛ يَتمُّ الغوص من خلاله في عُمْق الكلام بوصفه موضوعًا، وتُتْرك للمعرفة مجالًا لتحليله. وقد نتج عن هذه النظرة أيضًا تأخُّر ظهور كثير من الاتجاهات اللغوية إلى وقتنا المعاصر، على نحو ما نجده في (التداولية)، و(نظرية أفعال الكلام) و(الحجاج اللغوي) و(تحليل الخطاب) ... إلخ. فظهور أغلب هذه الاتجاهات على أيدي فلاسفة معاصرين هو بمثابة التكفير عن ذنبٍ قديم اقترفه آباء الفلسفة الغربية، عندما جعلوا من التفنُّن في أساليب القول وتعليم الكلام سفسطة (ثرثرة) لا طائل من ورائها. وقد سَعتْ الدراسة إلى إسناد دور بارز للسفسطة في إحالة اللغة من كيان مادي إلى سُلطة التكلُّم المُجرَّدة؛ ليصبح الكلام بذلك تواصلًا ولعبًا، لا قانون له سوى التأكيد على حضوره، بمقابل تمثيلات خطاب الفكر وسعيه الدائم لإرادة الحقيقة وبنائها. فمع السفسطة لم يَتبقَّ أمام اللغة سوى الدوران حول نفسها، كما لو أن خطابها لم يعُد يمكنه الاستمرار إلا بالإفصاح عن فنونها وتَشكيلاتها. Since the ancient times, there were two faces of language; one might be called the “the art of speech” and the other is “thought discourse”. The first face doesn’t mean “literature” as it is defined by Foucault as a new word in western culture due to the behaviors of philosophers toward the act of speech as they adopted the language as a goal rather than a tool. Thus, this critical position of philosophers was an obstacle, at that time, to the emergence of a science that is now known as (linguistics); in which it delves into the depth of speech as a subject, and leaves the knowledge to be analyzed. This view results a delay of the emergence of many linguistic trends such as Pragmatics, the theory of acts of speech and speech analysis etc. Accordingly, the emergence of most of these trends by the modern philosophers is a reaction of what the fathers of Western philosophy committed, when they considered the art of teaching and studying languages useless sophistication. The study aims to assign the prominent role of sophistication in referring the language from a physical entity to abstract speech as become a communication tool without roles except its emphasized presence compared to its representations of thought and its constant pursuit of the will and construct the truth . Thus, with sophistication, the language has no more than to turn around, as if its discourse can no longer survive except by revealing its arts and formations.
اللغة الفلسفة السفسطة
عبدوش العباس
.
بوسنه فتيحة
.
ص 83-100.
مختار بن دادة
.
ص 365-374.